الضربة لم تكن رمزية، بل مصممة بعناية لتوجيه رسائل استراتيجية عبر استهداف أعصاب المنظومة العسكرية والعلمية والاقتصادية الصهيونية.
استخدمت إيران صواريخ باليستية متقدمة من طراز "سجيل" و "خيبر شكن"، تفوق سرعتها 5 ماخ، إلى جانب عشرات المسيرات، لتصيب أهدافا مختارة بعناية فائقة.
من أبرز الأهداف مستشفى سوروكا العسكري في بئر السبع، الذي يُعتبر الواجهة الطبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ويستقبل غالبية الجنود المصابين في عمليات غزة والضفة.
كما استُهدف معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، الذي يلعب دورًا محوريًا في تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة بالأمن السيبراني، في رسالة واضحة بأن بنية التفوق العلمي والعسكري لم تعد بمنأى عن الضربات.
أما التحول الأبرز فكان في إدخال أهداف اقتصادية كبرى إلى قائمة الضربات، وعلى رأسها ميناء حيفا والمنطقة الصناعية المحيطة به، والتي تُعد شريانًا حيويًا للاقتصاد الإسرائيلي وتضم هذه المنطقة مصانع كيميائية ومحطات للطاقة والتصدير.
تقارير صهيونية وثقت تعطل منشآت بتروكيماوية وانقطاعا مؤقتا في شبكات الطاقة في شمال فلسطين المحتلة، ما أدى إلى خسائر اقتصادية أولية تُقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.
كما طالت الصواريخ الإيرانية مركز القيادة الجوية في النقب، وهو أحد أعمدة التنسيق لهجمات إف-35. المسيرات الهجومية في ضربة تظهر تفوقًا استخباراتيًا وتقنيًا متقدمًا لدى إيران.
سيطرت حالة من التوتر والانكشاف على الجبهة الداخلية الصهيونية، وسط اعترافات رسمية محدودة كشفت عن إصابة مواقع غير مسبوقة وتعطّل أنظمة ملاحة واتصالات، واهتزاز واضح في ثقة الجمهور بمنظومات الحماية.
أكدت حرس الثورة الإسلامية أن الضربة هي بداية رد نوعي ومتدرج، وأن أي عدوان إسرائيلي جديد على الأراضي الإيرانية سيُقابل بتوسيع رقعة الأهداف لتشمل منشآت أكثر حيوية واستراتيجية.
بهذا التصعيد العلني والمدروس تكون إيران قد نقلت قواعد الاشتباك، وفرضت معادلة ردع جديدة عنوانها: الرد على العمق بالعمق، والتفوق بالتحدي.