نساء غزة هن بطلات خارقات، ولا يملكن قوى سحرية، لكنهن يملكن شيئًا أعظم، وهو القدرة المتجذرة في القلب على تربية جيل جديد من الفلسطينيين وسط الظلم والقهر المستمر وفي زمن يشهد إبادة شاملة. لكن حتى البطلات لهن طاقات محدودة.
وتقول فاطمة: «بدنا يعني شوي الحياة تتغير معنا، نكون في مكان أفضل من هيك، أفضل من خيمة.» العيش تحت نير الاحتلال ترك أثرًا لا يمحى في روح فاطمة ورفيقاتها منذ نعومة أظافرهن.
لطالما كان التعليم الهدية التي حلمت فاطمة أن تقدمها لنفسها، لكن الظروف حالت دون تحقيق هذا الحلم. العلوم والمعرفة، خصوصًا الرسمية منها، هي جزء من المقاومة الفلسطينية، ورغم أن فاطمة لم تتمكن من إكمال مسيرتها التعليمية، فقد حلمت بأحلام أكبر لأطفالها رغم الخسارات الكبيرة التي فطرت قلبها.
العبء الذي حملته فاطمة وما عاشته من فواجع يثقل روحها المرهقة. انضمت فاطمة إلى دائرة ضيقة من نساء غزة، نادي لا يتمنى أحد الانضمام إليه، حيث العضوية تعني فقدان الروح، وذلك الفقد الذي لا تدركه إلا من افتقدت رفيق دربها. فقدان الزوج مزق قلب فاطمة، لكن الإبادة المستمرة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي تسببت في مجازر لم تتوقف، فيما بقيت الأرواح البريئة تزهق.
كانت الحياة وسط محاولات الاحتلال للتطهير العرقي قاسية للغاية على نساء غزة اللواتي يجدن أنفسهن في موقع الضعف والمواجهة في آنٍ واحد. لكن لدى الفلسطينيين رسالة واضحة للمجرمين وللاغتصاب الأرض، ولمن يسعون عبثًا لمحو فلسطين من الوجود، وهي إصرارهم على التمسك بأرضهم ووطنهم رغم جميع الظروف والأهوال والمصاعب.
البقاء على الأرض كان ثمنه فادحًا، ومن بقي حيًا من الفلسطينيين يرى كل يوم استهانة كيان الاحتلال الإسرائيلي بالحياة الفلسطينية وسعيه لسلب كل مقوماتها: المرض والجوع والموت، وقبل كل شيء، سلب الكرامة الفلسطينية، وكلها حقائق يومية لا يمكن تجاهلها.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..