شعرت براء ذات الـ21 ربيعا بأنها مقيدة تحت نير الاحتلال الصهيوني حتى قبل أن تبدأ حملة التطهير العرقي، لكنها واجهت أياما أشد قسوة لها بعد أن سمعت عبر الهاتف كلمات شقيقها الأخيرة في اليوم الأول من الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
ووسط فقدان الأحبة والنزوح المستمر، وجدت الشابة بائعة الزهور أن رسالتها باتت تتمثل في تقديم المساعدة الطبية للجرحى من أبناء شعبها.
لقد وُلد شباب غزة في واقع بالغ القسوة، فمن دون أي ذنب اضطروا إلى النضوج في عالم لا يملكون فيه مصيرهم، حيث تتقاطع أي لحظة من لحظات السعادة بواقع الحرب والاحتلال.
تقول براء إن حياتهم كأبناء غزة كانت مليئة بالحروب، وأن معظم طفولتهم قضوها يتدفئون وسط الدمار. وتشير إلى أن اللحظات السعيدة التي يعيشونها ليست إلا من صنعهم، فهم من يخلقون الفرح لأنفسهم رغم الظروف.
بالنسبة لبراء الأمر واضح تماما، العيش تحت نير الاحتلال يقتل الأحلام ويضيق الخناق على أي تخطيط مستقبلي ممكن ويضعك في حالة قلق دائم.
ورغم هذه الظروف فإن أهل غزة يتمتعون بصلابة استثنائية ويجدون القوة والدافع في التعليم ويبنون حياتهم حول العائلة وكذلك كانت حياة براء.
هناك فترات تشكل جوهرا وجودي، لحظات تعيش في قلبك وذهنك إلى الأبد، وقد خاضت براء نسختها الخاصة من القصة الفلسطينية التي باتت مألوفة بشكل مؤلم في اليوم الأول من الإبادة الجماعية.
وفي حديثها، تروي براء كيف انقلبت حياتهم رأسًا على عقب منذ السابع من أكتوبر، وكيف اتصل أخوها خالد في ذلك اليوم بأبيها وهو مصاب، متشهدًا ومعلنًا استعداده للشهادة أمامه قائلا بأنه شهيد.
بدأت دوامة الموت والتهجير المرعبة بالنسبة إلى براء وعائلتها في غضون أيام قليلة وتبددت كل معالم حياتها واهتزت أسس كيانها بأكمله.
وسط وابل القصف، تتذكر براء لحظة أضاءت شمعة أمل للاجئين الذين لجأوا إلى مدرسة مكتظة بالنازحين. في تلك الظروف الصعبة، شهدت امرأة في المستشفى ولادة طفل وسط الحرب والقصف، ليصبح هذا المولود شعلة فرح وأمل تعانق قلوب الجميع.
أدركت براء أنه في وقت الأزمات لابد من أن تقدم ما تستطيع لمساعدة الآخرين وبينما تتساقط القنابل انضمت إلى المتطوعين في المستشفى وخضعت لتدريب لتحسين مهاراتها الطبية كي تكون أكثر فعالية في خدمة أبناء شعبها.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..