يزداد اوار الحرب في قطاع غزة والأفق ما زال مسدودًا، وكلما طال أمد الحرب، كلما ازدادت الصراعات بين المستوى السياسي الإسرائيلي وقيادة الجيش. بينما طالب المستوى السياسي الذي يمثله نتنياهو بني غفير وسموتريتش باحتلال أجزاء من القطاع وضمها، يرفض الجنرال ايال زمير، رئيس هيئة الأركان، الأمر ويعلن أنه مستعد لحصار القطاع ولكن ليس الاحتلال.
في اجتماع الكابينت الإسرائيلي، صرخ سموتريتش في وجه زمير قائلًا: "لقد اشتقنا لهيرتسي هليفي"، في إشارة إلى رئيس هيئة الأركان السابق الذي استقال بعد صراع مرير بينه وبين المستوى السياسي.
وقال الخبير الاستراتيجي في العلاقات الدولية، ابراهيم ربايعة، ان "باعتقادي أن رهانات المستوى السياسي كانت تركز على أن ايال زمير يمكنان يكون مطفئًا للحرائق على مستوى المؤسسة العسكرية، ولكن بالنهاية هو رجل عسكري وامتداده في المؤسسة العسكرية التي لديها مقاربة منذ بداية الحرب مختلفة عن المستوى السياسي".
ايال زمير في الأسابيع الأخيرة، أدرك صعوبة المهمة التي أوكلت له، خاصة وأن جيشه يتلقى ضربات مؤلمة من المقاومة. الرجل صرخ في وجه السياسيين بأن احتلال القطاع يحتاج إلى سنوات طويلة، والبقاء في هذه الحرب بنفس النهج يعني الحاجة إلى آلاف الجنود والضباط في الميدان.
زمير أصبح يخشى ما يسميه معركة الاستنزاف، والتي يبدو أنها تغيب عن أذهان الكاهنيين في الحكومة، والتي قد تؤدي إلى انهيار كامل في الجيش.
واعتبر الخبير في الشان الاسرائيلي، ياسر مناع ، ان "يعني ما تحدث به ايال زمير باعتقادي أنه يشير إلى الفجوة وعمق الخلافات داخل المؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل. هذا يعني أن المستوى السياسي يحاول أن يفرض إملاءات على المستوى العسكري ويحاول أن يحمل كافة الفشل في قطاع غزة، لاسيما في مسألة المساعدات وموضوع الإجاعة في قطاع غزة وما تلاه من عملية في الرأي العام العالمي، ضد المؤسسة العسكرية".
الصراع بين العسكر والسياسة قائم في تل أبيب بين من ينظر إلى مصلحة الكيان ومن ينظر إلى مصالحه الخاصة. رجل الشارع الإسرائيلي يثق بالمستوى العسكري أكثر مئة مرة من ثقته بالمستوى السياسي، لأنه يعتبر أن المستوى العسكري يقدم حياته من أجل المصلحة العامة، فيما المستوى السياسي يقدم المصلحة العامة من أجل المصالح الذاتية.