على أرض باكستان تتجدد ملامح الشراكة بين طهران وإسلام آباد.. زيارة رئاسية تحمل رسائل سياسية واقتصادية وأمنية، وتكشف عن إرادة البلدين في فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي، وسط ظروف إقليمية بالغة التعقيد.
ففي اليوم الثاني والأخير من زيارتة الرسمية حظي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان باستقبال رسمي في العاصمة إسلام آباد.. إذ شهدت الزيارة تتويجا عمليا بتوقيع 12 مذكرة تفاهم شملت مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل والسياحة والزراعة، إضافة إلى التعاون الصناعي والقضائي والعلمي والثقافي.
هذه المذكرات رسمت خارطة طريق جديدة للتبادل الثنائي، وفتحت الباب أمام رفع حجم التجارة بين البلدين من 3 مليارات دولار حاليا إلى 10 مليارات دولار في المستقبل.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك شدد الرئيس بزشكيان على أهمية العلاقات مع باكستان، مثمنا دعم إسلام آباد لطهران في مواجهة العدوان الإسرائيلي على إيران.
وصرح بزشكيان قائلا: "نستطيع رفع مستوى تبادلاتنا التجارية من مستوى 3 مليارات دولار حاليا إلى 10 مليارات دولار في وقت قريب.. وقعنا اتفاقيات في مختلف المجالات لتحسين العلاقات بين البلدين وتفعيلها بشكل سريع.. سيسعى البلدان للتعاون من أجل ضمان أمن الحدود، ولدينا آراء مشتركة حول أمن المنطقة ودولها."
في المقابل أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وأكد تمسك بلاده بدعم البرنامج النووي السلمي الإيراني، وضرورة حماية الحدود، ووضع حد للإرهاب.
وصرح شهباز شريف بالقول: "في الشهر الماضي ارتكب الكيان الإسرائيلي اعتداء دون مبرر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. نحن ندعم إيران وندين هذا الاعتداء.. وقعنا اتفاقيات ونتوقع أن يصل مستوى التعاون مع إيران إلى 10 مليارات دولار.. إيران وباكستان لديهما أهداف مشتركة ولا نتقبل أي اعتداء على إيران."
وفي موازاة التحركات السياسية التقى وزيرا دفاع البلدين وأكدا أهمية توسيع التعاون العسكري والدفاعي لتعزيز أمن الحدود والاستقرار الإقليمي.
كما شارك الرئيس بزشكيان في منتدى الأعمال الباكستاني الإيراني الذي ركز على دفع الشراكة الاقتصادية وتسهيل التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
بهذه الزيارة رسمتا طهران وإسلام آباد ملامح مرحلة جديدة من التعاون المتعدد الأبعاد تمتد من الاقتصاد والتجارة إلى الأمن والدفاع، خطوات تعكس إرادة البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية وتحويل الجغرافيا المشتركة إلى جسر نحو شراكة استراتيجية راسخة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..