التصعيد بالتصعيد، أما الوعيد والتهديد فلا يغير موقفًا ولا يخيف شعبًا ولا يمنع حشدًا. وهذا ما تلخصه سيول البشر المحتشد اليوم في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء، وفي مئات الساحات الأخرى التي ما زالت على العهد لغزة، تدعم معركة الإسناد وتهتف غاضبة مستنبطة لكل الشعوب العربية والإسلامية.
وقال متظاهر يمني "في ميدان السبعين، مناصرة غزة، اليمن كله قام رجل واحد، نحن جاهزون للحرب فليفتحوا لنا الطريق، هؤلاء المطبعين الانذال".
وقال اخر "رسالتنا إلى كل دول العرب والمسلمين ولزعماءها ولقادتها ونخبها نقول لهم من هذا الميدان العظيم إن خطر العدو الإسرائيلي وتهديده ليس على غزة وفلسطين،بل خطره على كل دول العرب والمسلمين، وهو يتحرك من ضمن مخطط ومعتقد يريد أن يكونوا المتهيمن في هذه المنطقة العربية والإسلامية".
شاهد ايضا.. مسيرات حاشدة في اليمن ترفع شعار 'ثابتون مع غزة وجهوزيتنا عالية'
تخرج الجماهير اليمنية حسب موعدها الأسبوعي كل جمعة على امتداد الجغرافيا اليمنية الحرة في جبال صعدة وسواحل الحديدة و وديان المحافظات الأخرى من تعز إلى حجة ومن البيضاء حتى الجوف، في تنافس شعبي يشتد ويحتدم ويزداد زخمًا مع كل تصعيد إسرائيلي وتحرك أمريكي لزعزعة الجبهة الداخلية في اليمن، تحديًا للمؤامرات ومواصلة للثبات.
واشار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والامن، الفريق جلال رويشان، ان "الموقفي والصمودي والموقف القوي للمقاومة في غزة هو المعيار، هو معيار المعركة. هؤلاء أقسموا بأنهم لن يتراجعوا وسيستمرون في الصمود، وأنا أؤكد أن نتنياهو سيفشل في إسقاط المقاومة.أما عملية التواجد داخل غزة والخروج منها، فهو يتواجد منذ 2023".
السلاح وسيلة البقاء الوحيدة في عالم تحكمه أمريكا و"إسرائيل"، ولا شيء يوقف إجرامهم ومخططاتهم التوسعية في غزة ولبنان وفي كل المنطقة إلا الحزم الشعبي والتصعيد العسكري والضربات المؤلمة. هذا ما تقوله التجربة اليمنية العسكرية في الجو والبحر والشعبية في هذه الساحات.
ما لم تغيره القنابل الارتجاجية ولا الطائرات الشبحية، لن تفلح في تغييره العربدة الإعلامية والوعيد المستمر تجاه أبناء غزة من حكومة الاحتلال الفاشية الفاشلة. وكما بقيت غزة وأهلها أسطورة في الصمود، ستبقى هذه الحشود اليمنية أسطورة في الوفاء.