رغم الضربات التي وجهت للحزب، لا يزال سلاحه يمثل قوة ضخمة، وهذا ما تعترف به تصريحات عديدة من سياسيين ومحللين عسكريين داخل الكيان الإسرائيلي. فمعهد الأبحاث القومي هناك يدعو الولايات المتحدة لدعم جهود حصر السلاح بيد الجيش اللبناني لمواجهة ما يعتبرونه "تحديًا صعبًا". بل إن محللين في القناة 14 الإسرائيلية وصفوا ما يحدث بـ "النقطة الدراماتيكية" التي تفتح طريقًا جديدًا مع لبنان.
الصدمة والخوف والرعب تتملك الكيان والجيش الإسرائيليين مع كل تطوير أو اغتنام لسلاح جديد بيد حزب الله. وحتى قناة "إسرائيل نيوز 24" اعترفت باستمرار قوة حزب الله في لبنان، مبدية يأسها من نتائج التحركات السياسية والأمنية في سوريا ولبنان، التي لم تفضِ إلى "شرق أوسط جديد". وتؤكد وسائل الإعلام العبرية أن حزب الله يتعامل مع المرحلة الحالية كمرحلة مفصلية في تاريخ صراعه مع العدو الإسرائيلي.
عمليات الرصد الأخيرة كشفت عن استعدادات في جنوب لبنان تشابه سيناريو الحرب، من خلال لقاءات مكثفة للحزب مع وجهاء القرى، وإجراءات ميدانية صارمة تشمل تقييد استخدام الهواتف المحمولة وتوزيع المعدات وتأهيل مراكز ومستودعات.
المصادر الأمنية الصهيونية تؤكد لوسائل الإعلام العبرية أن حزب الله يتعامل بجدية مع المرحلة المقبلة، وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة: الحفاظ على الوضع القائم بضربات محدودة، أو توسيع رقعة الاشتباك دون الدخول في حرب شاملة، أو انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
وزير المالية الإسرائيلي يهدد بأن قرى جنوب لبنان "لن يُعاد بناؤها"، وأن المستوطنين لن يعودوا لمستوطناتهم الشمالية إلا بعد نزع سلاح حزب الله، فيما يرى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن تزايد سلاح الحزب هو "حلم" بالنسبة للكيان الإسرائيلي. هذا السلاح الذي يُشكل كابوسًا مستمرًا لهذا الكيان، حتى أن الورقة الأمريكية تضمنت شروطًا لنزع مجرد "قنبلة خفيفة" أو حتى "سكين".
هنا يطرح سؤال جوهري: كيف يمكن طلب نزع سلاح المقاومة من أجل تحرير الأرض؟ هذا الأمر، إن شاء الله، لن يتم تنفيذه. ونختتم بهذه الجملة التي لطالما ردّدها المقاومون والأبطال: "إن الله موجود في الساحة، وإن استطاع الأمريكي إخراج الله من الساحة، سينتصر حينها".