وأوضح الجوراني في حوار خاص مع قناة العالم في برنامج "إلى الاقصى"، أن ثورة الإمام الحسين (ع) أصبحت المؤسس والمنطلق لكل الثورات والحركات المناهضة للظلم والفساد في العالم، مشيرًا إلى أن أي ثورة تحتاج إلى ثلاثة شروط أساسية كي تُوصف بالثورة الكاملة:
- قيادة حكيمة وشرعية
- رقعة جغرافية مؤثرة
- مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع
وبيّن أن هذه الشروط الثلاثة تنطبق بالكامل على ثورة كربلاء، إذ إن الإمام الحسين عليه السلام هو قائد الثورة، وهو إمام معصوم مفترض الطاعة، وابن رسول الله ﷺ، وسيد شباب أهل الجنة، مما يُضفي على قيادته بُعدًا دينيًا وروحيًا عظيمًا.
أما الشرط الجغرافي، فأشار الجوراني إلى أن الإمام الحسين (ع) اختار أرض كربلاء عن وعيٍ وإرادة، إذ كان يتلقى التهديدات وهو في مكة، لكنه صرّح قائلاً: "وددت أن أُقتل خارج مكة بشبر، فهو أحبّ إليّ من أن أُقتل فيها". وهذا يدل، بحسب الجوراني، على أن للحسين موعدًا مع كربلاء، وقد اختارها لتكون ساحة التضحية والفداء.
وفيما يخص الشرط الثالث، أكد الشيخ الجوراني أن كل شرائح المجتمع كانت حاضرة في ثورة كربلاء، من الطفل الرضيع، إلى الشيخ الكبير، ومن المسلم إلى غير المسلم كالنصراني، ما يمنح هذه الثورة طابعًا عالميًا وإنسانيًا نادرًا.
واعتبر الباحث الاسلامي أن هذه الخصوصية جعلت من ثورة الإمام الحسين (ع) مصدر إلهام لكل الشعوب المستضعفة، فكل ثورة تُرفع فيها راية الحق بوجه الباطل تستلهم من كربلاء روحها ومبادئها، وتستحضر راية الحسين (ع) كرمزٍ للحرية والكرامة.