انقسامات الداخل الإسرائيلي توسع الشرخ بين الحكومة وجيش الاحتلال، لا سيما فيما يتعلق بخطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لاحتلال غزة، في أسبوع وصفته صحيفة فايننشل تايمز بالاستثنائي، بسبب التسريبات والمشادات بين القيادة السياسية والعسكرية؛ انقسامات تأتي مع مساعي نتنياهو لنشر الجيش خدمة لأهدافه السياسية، ضمن خطته لاحتلال مدينة غزة.
خطة تأتي وسط حالة إرهاق واستنزاف يشهدها جيش الاحتلال، وتهديدات من جنود الاحتياط بعدم العودة للقتال إذا تم استدعاؤهم مرة أخرى، ما دفع الحكومة لبحث المصادقة على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط؛ بعد مصادقتها قبل أيام على خطة نتنياهو، والتي تبدأ باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها إلى الجنوب، ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل، تليها السيطرة على مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
موقع أكسيوس نقل عن مسؤول إسرائيلي أن الخطة لن تنفذ فورًا، وأن الجدول الزمني لم يُحدد بعد، ما يترك مجالًا للتوصل إلى حل دبلوماسي.
كبار ضباط جيش الاحتلال وجهوا انتقادات حادة للخطة، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، الذي حذر من أنها ستتحول إلى فخ إستراتيجي يرهق الجيش لسنوات ويعرض حياة الأسرى للخطر.
جاء ذلك خلال اجتماع الكابينت الأمني المصغر الجمعة، والذي شهد خلافات حادة بين نتنياهو وزامير، كما شهد رفض جميع قادة الأجهزة الأمنية للخطة بدرجات متفاوتة.
رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي وصف الخطة بأنها تهدد فرص إنقاذ الأسرى، مؤكدا أنه ليس على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذهم؛ وان وقف إطلاق النار سيسمح بمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأنهم.
رفضٌ واجهه تعنت وزير المالية سموتريتش، الذي عبر عن فقدانه الثقة في قدرة نتنياهو على تحقيق النصر، فيما هدد حزبه بتفكيك الحكومة إذا لم تتغير الخطة، نحو احتلال كامل للقطاع وتهجير سكانه وإعادة الاستيطان فيه.
الشارع الإسرائيلي، عكس الخلافات بأقسى صورها، من اقتحام لأستوديوهات القناة الـ13 أثناء بث مباشر، والمطالبة بوقف الحرب وعودة الأسرى، إلى تظاهرات حاشدة في تل أبيب شهدت اشتباكات عنيفة مع الشرطة، وإغلاق شارع أيالون الرئيسي؛ وسط اعتقالات الشرطة وتهديدات من قبل مسلحين من اليمين المتطرف.
فيما هددت أمهات عدد من الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بملاحقته قانونيا في حال تنفيذ خطة احتلال غزة ما قد يترتب عليها من مقتل أبنائهن المحتجزين في القطاع.