في نابلس، المدينة التي تحولت جدرانها إلى سجل حي لشهدائها، اقتحم الجنود البلدة القديمة ومزقوا الصور وأخربوا الجداريات، محاولين قتل الفكرة بعدما عجزوا عن كسر أصحابها. هناك، حيث عرين الأسود، كل زاوية تحمل وجه شهيد، وكل حجر يروي حكاية مقاومة.
وقال صالح الطقطوق وهو ناشط مجتمعي:"بالنسبة للاقتحام الذي تم في البلدة القديمة والاستفزازات الإسرائيلية المتمثلة في تمزيق صور الشهداء في مدينة نابلس، وتحديداً في البلدة القديمة، يؤكد الأهالي أن أبناءهم ما زالوا يحاربون الاحتلال حتى وهم شهداء، وأن صورهم تتحدى الاحتلال أيضاً.
بعد تمزيق الصور وتشويه الجداريات ومحاولة الاحتلال طمس الرموز، خرجت الأمهات للحديث عن أبنائهن على يقين تام أن هذا كله ليس أكثر من انعكاس لقهر الاحتلال وعجزه. فكل لوحة ممزقة وكل جدارية مشوهة لم تمح الفكرة.
شاهد أيضا.. فضيحة كبرى.. مايكروسوفت وغيرها تتحوّل لخدمة الإحتلال ضد فلسطين ولبنان!
تقول إحدى الأمهات: "هذا جيش ضعيف ومهزوم، ونحن نعرف ضعفه. ودليل هزيمته أنه بات يحارب صور شهدائنا. نحن نرفع رؤوسنا بهم، والحمد لله رب العالمين. نحن نعلم أن شهداءنا أعلام عز عالية خفاقة في سماء الأمة، وهذه الأعلام مهما حاولوا إزالتها فإنها لن تُزال. لماذا؟ لأنها مزروعة في قلوب الشرفاء، في قلوب الأحرار، في قلوبهم وعقولهم. هم حاولوا إزالة الصور؟ لكن شهداءنا محفورون في قلوبنا، والحمد لله رب العالمين. نحن لسنا مجرد صور لشهدائنا، بل أثر شهدائنا. هم البلدة القديمة، هم نابلس، هم جبل النار، هم فلسطين. لماذا؟ لأن دماءهم الزكية روت أرض فلسطين."
الاحتلال يواصل نهجه في التدمير والخراب في الضفة الغربية. الجدران والأزقة تحمل آثار الاقتحام والتشويه، وتعكس سياسة منهجية تهدف إلى طمس الرموز والذاكرة، لكنها تبقى عاجزة عن كسر صمود الفلسطينيين.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على الذاكرة الفلسطينية، يستهدف الرموز الوطنية ويمحو صور الشهداء عن الجدران. وما يسقطه الاحتلال من الصور ترفعه الأجيال راية لا تنكس.
التفاصيل في الفيديو المرفق..