زيارة الأربعين.. من السرية إلى العالمية
ولفت خاقاني في تغطية مباشرة مع قناة العالم من كربلاء المقدسة، إلى أن جميع المسلمين يأتون إلى أبي عبد الله الحسين(ع)، فالشيعة يعلمون أنه إمام مفترض الطاعة وزيارته واجبة عليهم، أما بقية المسلمين فيعلمون أنه ابن بنت رسول الله(ص) ومات مظلومًا، وزيارته نصرة لهم. وأما الذين هم خارج ملة الإسلام، فيأتون كذلك من أكثر من مئة دولة، وهذه نقطة مهمة جدًا.
وأشار إلى أن إعلام الطاغية صدام وحزب البعث كان يمنع هذه المسيرة وهذه الخدمة وذلك الازدهار والمهرجان وهذه العظمة، وبالتالي لم يكن الصوت يصل إلى غير المسلمين.

سقوط النظام.. بداية الانتشار الإعلامي والكرم العراقي
وأضاف خاقاني: نحن أتباع مذهب أهل البيت، والمسلمون في العراق وغيره يعلمون أن الناس كانت تسير إلى الزيارة، ولو لم تكن بالشكل الحالي. أما الآن، وبعد سقوط النظام، فقد أصبحت الزيارة في حالة تزايد مستمر، مع انتظام أكبر وزيادة في الكرم وتوسع في الإعلام، حتى أصبح لها صوت عالمي، وبات يوم الأربعين معركة معروفة على مستوى العالم.
الحسين(ع).. أيقونة إنسانية تتجاوز المذاهب
ورأى أن غير المسلمين، وحتى بعض المسلمين الذين لا يدينون للحسين(ع)، يرون في هذه الشخصية ـ بعد شيوع أمرها ـ شخصية عالمية كالتي يقرأون عنها ويسمعون بها، شخصية ضحت وقدمت ووقفت بوجه الطغيان، وطلبت العدل والإنسانية، وواست الفقراء، ورفعت المظلومية عن المظلومين، وواجهت الظالمين.
شاهد أيضا.. أربعينية الحسين(ع).. رسالة مقاومة ووعي يتحدى الظلم
وأوضح خاقاني أن الناس في بلدانهم يقرأون في الكتب ويشاهدون في الأفلام والمسلسلات والصحف والشوارع عن شخصيات بارزة في بلدانهم أو في بلدان أخرى، لكنهم نادرًا ما قرأوا عن الإمام الحسين(ع)، إلا بعض المفكرين والمثقفين والكتاب الذين جاؤوا إلى الشرق أو وصلتهم الأخبار والروايات التاريخية. أما عامة الناس في أرجاء المعمورة فلا يعلمون عن أبي عبد الله الحسين (ع)وما جرى عليه، ولا عن دور الإسلام في هذه العظمة.
الأسئلة التي فجرتها الحشود المليونية
وتابع قائلاً: هذه العظمة والحشود المليونية جعلت مفكري العالم ومثقفيه، وصولًا إلى عامة الناس والصحفيين والإعلاميين، يتساءلون: ما هذا الكرنفال السنوي؟ لماذا الطعام المجاني؟ لماذا في الحر الشديد أو البرد القارس؟ لماذا البكاء واللطم؟ هذه تساؤلات لدى المثقف والواعي وحتى الإنسان العادي، تحتاج إلى أجوبة، تارة عبر الإعلام، وتارة بالحضور الشخصي. حتى المسلم الذي لا يعتقد أن أبا عبد الله الحسين(ع) إمام مفترض الطاعة بدأ يسأل: لا بد أن في الأمر شيئًا مهمًا.
زيارة الأربعين.. نافذة لكشف الحقيقة ورد التشويه
وأشار خاقاني إلى أن هناك أسئلة تدور في أذهان هؤلاء الذين يتلقون الأخبار عبر الإعلام وغيره، تدفعهم إلى المجيء لرؤية الأمر بأنفسهم، سواء كانوا من الشيعة أو من غيرهم، وهذا ساعد على بيان مظلومية أبي عبد الله الحسين(ع)، وإزالة التشويه الذي كان ضده. فقد عمد بعض الكتاب، من المسلمين وغيرهم، إلى تشويه ثورته واعتباره خارجيًا وشاقًا لعصا المسلمين والأمة.
الحسين(ع).. معيار الحق في مواجهة الفساد
وبيّن خاقاني أنه عندما يأتي الزائر ـ سواء كان عربيًا مسلمًا أو مسلمًا غير عربي، أو من غير المسلمين، وحتى من اللادينيين والملحدين ـ يجد أن أبا عبد الله لم يشق عصا الطاعة، بل وقف في وجه إنسان فاسق فاجر قاتل للنفس المحترمة، شارب للخمر، لاعب بالقرود، فكيف يُقاس هذا الشخص برجل تقي صالح عادل، تتوافر فيه الصفات التي تصلح للخلافة والقيادة؟
تأثير الزيارة في النفوس وبحث الناس عن الحقيقة
وأضاف: كلما ازداد اطلاع الناس على الحقائق، ازداد تعلقهم بالإسلام الأصيل، واشتد بحثهم عن الحقيقة، وكثرت أسئلتهم، وبدأت الجموع تأتي لما تلمسه من أثر روحي في هذه الزيارة.
قصة من النمسا.. الإيمان يتجاوز الحدود
وذكر خاقاني أنه شاهد مقطعًا لفتاة نمساوية مع زوجها، جاءت لطلب قضاء حاجة في شفاء مرض، وهي مسلمة وترتدي اللباس الإسلامي، وقال: السؤال هنا، لماذا هذا الاعتقاد بأنها إذا جاءت إلى المرقد الزينبي أو إلى هذا المكان تُقضى حاجتها؟ هذا يعني أن القضية تجاوزت الحدود المذهبية والدينية لتصل إلى عمق الوجدان الإنساني.
الكرم العراقي.. مدرسة أخلاقية في الأربعين
ونوّه إلى أن الحضور في الزيارة محترم ومقدر، رغم بعض السلبيات التي قد تحدث. فالزائر يجد ما يبحث عنه، ويرى العراقي يقدمه على نفسه، حتى في ظروف الحر الشديد حيث لا يمكن توفير التبريد في كل مكان، وهذا يخلق لديه مراجعة ذاتية. فالشيعي تزداد مراجعاته تمسكًا وتقوى وإبداعًا وتضحية، وامتثالًا لأوامر الإمام الحسين(ع) والمرجعيات العليا، أما المسلمون الآخرون فيبدؤون بالبحث عن الحقيقة والتحلي بهذه القيم والأخلاق.
التفاصيل في الفيديو المرفق..