وفيما يتعلق بتقييم المواقف التي أعلنها الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بشأن سلاح المقاومة في لبنان، حيث بدت النبرة عالية والسقف السياسي مرتفعًا جدًا، إلى درجة قوله: "نحن مستعدون لخوض معركة كربلائية"، أكّد د. علي مطر، الباحث في العلاقات الدولية، أن خطاب اليوم الذي جاء في سياق مناسبة الأربعينية، انطلق من الخطر المحدق الذي يتهدد لبنان.
وأضاف مطر: نحن في ظل وضع خطير ومعقد، فالعدو الإسرائيلي يستبيح لبنان كليًا من أقصاه إلى أقصاه عبر انتهاكات دائمة ومتكررة. الولايات المتحدة الأمريكية باتت اللاعب الأخطر في لبنان، وتهدد السلم اللبناني والسلم الأهلي. أمام هذا التهديد الأمريكي، وبسبب التدخلات التي تقوم بها واشنطن والورقة التي قدمتها، والقرار الذي جاء بناءً على هذه الورقة – قرار الحكومة اللبنانية – أعتبر أن ما حدث خطيئة كبرى، لأنه جعل لبنان على فوهة بركان.
وأوضح مطر أن هذا السلاح ليس مرتبطًا بلبنان فقط، بل دوره هو مواجهة العدو الإسرائيلي، وله تأثير كبير على مستوى المنطقة بأسرها. ولفت إلى أن هناك تفاصيل صغيرة لكن مؤثرة، فمن غير المعقول أن تمنح الحكومة اللبنانية أصحاب المولدات الكهربائية – الذين يزوّدون المواطنين بالكهرباء في ظل الانقطاع التام – مهلة 43 يومًا لتسوية أوضاعهم، بينما تتخذ قرارًا بهذه الخطورة يتعلق بسلاح المقاومة الذي عمره أكثر من أربعين عامًا. هذا السلاح وُجد نتيجة الاحتلال، وتم تثبيته في اتفاق الطائف، وأُثني عليه، وحيدت المقاومة، وقبلت الدولة اللبنانية به منذ التسعينات وحتى اليوم. ثم تأتي الحكومة في لحظة حساسة وتطلب من الجيش اللبناني تقديم خطة لحصر السلاح خلال 21 يومًا! تخيلوا السذاجة التي تعاطت بها الدولة اللبنانية – على حد وصفه.
وتابع: لذلك، الشيخ نعيم قاسم يحمّل الحكومة مسؤولية هذا الخطأ، لأنه إذا تم تنفيذ القرار، فإن الأمريكي سيتفرج، والإسرائيلي سيتفرج، وما سيحدث هو إدخال الجيش اللبناني في مواجهة داخلية.
شاهد أيضا.. من يقف وراء نزع سلاح حزب الله؟
وأشار مطر إلى أن حزب الله يدرك خطورة المرحلة. فالقائد العام للجيش، العماد جوزاف عون، شخصية متزنة وواعية، ويعرف حجم المخاطر. كما أن زيارة الرئيس نبيه بري كانت على قدر المسؤولية، إذ تحدث مع قائد الجيش وأكد له استحالة الدخول في مواجهة مع حزب الله. وإذا وضعنا حزب الله جانبًا، فإن المكوّن الشيعي ومؤيدي المقاومة اليوم يعتبرون المسألة أبعد من كونها طائفية أو تنظيمية، بل هي قضية مقاومة ووجود.
وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في الضغط، لافتًا إلى أن نواف سلام يبدو واضحًا في رغبته بتنفيذ المشروع مهما كانت الكلفة، لكنه في نهاية المطاف قد يغادر أو يبتعد، تاركًا الشارع في حالة فوضى.
وأضاف: حين تريدون تسليم هذا السلاح، فإن حزب الله يقول: نحن لا نعارض استراتيجية دفاعية أو استراتيجية أمن وطني، لكن عليكم أن توقفوا الاحتلال أولًا. فكيف تضعون الجيش اللبناني في مواجهة أبناء الوطن الواحد، بينما الإسرائيلي يعتدي يوميًا على البلد ويستبيحه؟
وختم مطر بالتذكير بأن لبنان مكوَّن من 18 طائفة، 15 منها على الأقل ممثلة في الجيش اللبناني، وبالتقديرات فإن نحو نصف الجيش قد لا ينفذ القرار أو على الأقل لن يشارك في تنفيذه، لأن هؤلاء أبناء الطوائف المعنية قد ينشقون عن الجيش.
كما ألقى البرنامج الضوء على الإعلام العبري الذي ركز كثيراً على موضوع غزة، خاصة الخلافات الأخيرة التي حصلت بين غانتس ونتنياهو وبين غانتس وكاتس أيضاً حول مسألة التعيينات. تمير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تحدث عن الموضوع.
ضيف البرنامج:
-د.علي مطر، الباحث في العلاقات الدولية
التفاصيل في الفيديو المرفق...