كما تطرق البرنامج إلى التظاهرات التي يشارك فيها الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة عام 1948 احتجاجًا على الحرب على غزة، وإلى اللقاءات المستمرة بين الحكومة الأمريكية وحكومة نتنياهو، فضلًا عن النقاشات الدائرة في الكيان حول إمكانية شن هجمات جديدة على إيران، في وقت ما يزال الصهاينة يحصون خسائر الدمار الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية.
وفيما يتعلق بمصادقة الجيش والحكومة في الكيان الإسرائيلي على خطة اجتياح مدينة غزة، وبعد هذه الموافقة والاستعدادات، تساءل الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ سامر كركي: هل لدى جيش الاحتلال القدرة الميدانية واللوجستية على تنفيذ خطة احتلال شامل لغزة بعد الخسائر التي تكبدها خلال العامين الماضيين؟ وأضاف: "ماذا كان يفعل الإسرائيليون طوال نحو سنة وعشرة أشهر في قطاع غزة؟ محاولات حثيثة لفرض السيطرة، عجزوا خلالها عن تحقيق أهدافهم. وقد أثبتت المقاومة في العملية الأخيرة بخان يونس أنها ما زالت تملك السيطرة والتحكم والقدرة على تغيير ديناميكياتها وأساليبها العملياتية ضد الإسرائيليين من مسافة الصفر".
وأشار كركي إلى أن مصطلح "مسافة الصفر" عاد ليتكرر، موضحًا أن المقاومة، رغم الظروف اللوجستية والتنفيذية الصعبة، وفي ظل المجاعة التي يعانيها أبناء قطاع غزة والحصار الوحشي المستمر، ما تزال تملك اليد العليا حتى الآن. وأكد أن الوضعية اللوجستية للجيش الصهيوني صعبة: فقد كان يخطط لتجنيد 100 ألف جندي، لكن العدد انخفض إلى 60 ألفًا، فيما لم يتمكن حتى الآن من تجميع سوى 16 ألفًا فقط.
شاهد أيضا.. الاحتلال بين توسيع الحرب وضغوط لقبول وقف إطلاق النار
ونوّه كركي إلى أن نتنياهو ينتهج خطابًا إعلاميًا ونفسيًا يشبه أسلوب ترامب؛ إذ يسعى دائمًا إلى خوض معارك إعلامية متتالية، واحتلال العناوين، وحشد التأييد. وأضاف: "لا ننكر الوحشية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي وقدراته الصاروخية والنارية الحقيقية، لكن حتى الآن أثبت عجزه. وقد يضطر نتنياهو إلى اتفاق مع حماس في ظل تصاعد الضغوط الشعبية ضده. فقد كنا نتحدث عن مئة ألف متظاهر، ثم 250 ألفًا، واليوم نتحدث عن مليون متظاهر دون مبالغة".
وشدد كركي على أن نتنياهو هو "السامري الثاني" الذي سيجلب اللعنة الكبرى على "إسرائيل".
وفي ما يتعلق باحتمال اعتبار المصادقة على الخطة محاولة للضغط على الوسطاء في ملف صفقة التبادل مع حركة حماس، أوضح كركي أن القطريين والمصريين يمارسون ضغطًا كبيرًا على الحركة، مشيرًا إلى أن حماس قدمت تنازلات تتعلق بعدة نقاط أساسية تخص الأسرى ووضعيتها في الجنوب والشمال، وبقائها في مناطق محددة.
وأضاف: "ما دام الإسرائيليون يتمتعون بضوء أخضر أمريكي في عهد ترامب والدولة العميقة، وأعتقد أن ترامب سيستمر، فإننا سنشهد استمرار الضغوط التنفيذية على الحكومة والكنيست الإسرائيليين".
ورأى كركي أن نتنياهو سيواصل هذه السياسة القائمة على معارك إعلامية متلاحقة، إلى أن يظهر تطور سياسي كبير يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، أو إلى أن تستمر الضربات. وختم بالتشديد على أن نتنياهو، بصفته رئيس وزراء صهيوني، يملك سطوة على المؤسستين الأمنية والعسكرية لم يسبق لها مثيل.
كما تطرق البرنامج لآخر الأخبار، بحسب ما ورد عن الإعلام العبري، حيث أن هناك أنباء عن وقوع حادث أمني في خان يونس. حيث أنه في هذا الإطار، العملية النوعية والمركبة التي نفذتها كتائب القسام ضد مقر كتيبة في جيش الاحتلال في خان يونس، والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد من جنود العدو، أثارت ردود فعل واسعة واستهجاناً من القدرات القتالية والنوعية التي ما تزال تتمتع بها حركة حماس في قطاع غزة. وهذا الكلام منسوب إلى أحد المحللين السياسيين.
وبحث البرنامج في التحذيرات داخل الكيان الإسرائيلي التي لازالت قائمة من احتمال فشل هذه الخطة، رغم التصديق على خطة احتلال مدينة غزة، بعد أن أرهقت الحرب جيش الاحتلال إلى حد كبير. ولذلك لا بد من إنهاء الحرب وإطلاق جميع الأسرى، كما يقول أبرز خصوم نتنياهو السياسيين، يائير جولان.
ضيف البرنامج:
-الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ سامر كركي
التفاصيل في الفيديو المرفق ...