في رد غير مباشر من الاحتلال الاسرائیلي على مقترح الوساطة الجديد، أطلقت تل أبيب عمليتها العسكرية الجديدة في غزة والتي حملت اسم 'مركبات جدعون الثانية'، بهدف احتلال مدينة غزة شمال القطاع.
وآعلن جيش الاحتلال أن قواته بدأت المرحلة الثانية من عملية 'مركبات جدعون'، وأنها باتت تسيطر على أطراف المدينة. كما أوضح الجيش انه سيعمل على إنشاء مراكز إضافية لتوزيع المساعدات، في محاولة لفصل المدنيين عن حماس، حسب تعبيره.
وقال إيـفي ديفرين المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي:
'بدأنا العمليات التمهيدية والمراحل الأولى للهجوم على مدينة غزة، و قوات الجيش تسيطر الآن على أطراف المدينة، سنعمل على تعميق الضربات ضد بنية حماس سواء فوق الأرض أو تحتها، وسنعمل على قطع اعتماد السكان على التنظيم'.
ديفرين كشف أنّ رئيس هيئة أركان الاحتلال إيال زامير، أصدر أوامر باستدعاء 60 ألف جندي من الاحتياط مطلع سبتمبر، مع تمديد أوامر تعبئة 20 ألفا آخرين يخدمون حالياً، ضمن الاستعدادات للمرحلة المقبلة من الحرب. وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف العملية بأنها مخطّط شامل لاحتلال مدينة غزة لتغيير وجهها إلى الأبد.
وسائل الإعلام العبرية، أسهبت في الكشف عن تفاصيل الخطة، بدءا من عديد الجنود الذي تجاوز المئة ألف جندي احتياط، إلى تفاصيل المناورات، وأيضا التقديرات بسقوط أكثر من 100 قتيل إسرائيلي في معركة واحدة. العملية شملت وفق التسريبات والبيانات الرسمية، إخلاء قسريا لِما يقرب من مليون فلسطيني هم سكان المدينة باتّجاه وسط القطاع وجنوبه، مع فرض حصار عسكري محكم حول المدينة، يتبع ذلك قصف مكثّف من الجوّ والبرّ، قبل البدء بالهجوم البرّي، عبر قوات مشاة ومدرّعات.
مراقبون رأوا أن اختزال جيش الاحتلال لهدف العملية بتقريب حماس من شروط القيادة السياسية، وليس إخضاعها، يعني عدم اعتراف الجيش بالنصر عمليا، كما اعتبر المراقبون أن كثرة التفاصيل التي سربها الإعلام العبري، تخدم الاحتلال في تحويل العملية إلى أداة ضغط سياسية وتفاوضية، لدفع حماس نحو التنازلات القصوى، قبل البدء في تنفيذها عمليّاً.