وأكدت وزارة خارجية الاحتلال وهيئات تابعة له أنه لا وجود لمجاعة في غزة، متهمةً معدي التقرير بتجاهل الحقائق على الأرض. جاء هذا الرفض الحاد بعد ساعات من إعلان مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، المدعومة من الأمم المتحدة، عن وجود مجاعة في شمال غزة، وهو أول إعلان من نوعه في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
في بيان شديد اللهجة، قالت وزارة خارجية الاحتلال: "لا توجد مجاعة في غزة"، مضيفة أن التقرير "يستند إلى أكاذيب حماس التي تعيد منظمات تدويرها خدمة لأجندتها الخاصة". وتوعدت بأن التقرير "سيُلقى في سلة المهملات المزرية للمستندات السياسية".
تستند رواية الاحتلال المضادة على ما وصفه بجهوده المكثفة لمنع تدهور الوضع الإنساني. وجاء في بيان الخارجية أنه "في الأسابيع الأخيرة، غمر التدفق الهائل للمساعدات القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، ما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار الأغذية"، وهو ما يعتبره الاحتلال دليلاً على عدم وجود مجاعة.
على الرغم من رفض الاحتلال، تتمسك الأمم المتحدة والهيئات الدولية بنتائج التقرير، مؤكدة أنه يستند إلى منهجية علمية معتمدة عالمياً وبيانات تم جمعها من مصادر متعددة على الأرض. ويؤكد المسؤولون الأمميون أن إعلان المجاعة لا يعتمد فقط على كمية الغذاء المتاح، بل على قدرة السكان على الوصول إليه، ومعدلات سوء التغذية الحاد، ومعدلات الوفيات المرتبطة بالجوع، وهي المعايير التي تم تجاوزها في شمال غزة.
كما يشددون على أن هذه المجاعة هي "كارثة من صنع الإنسان"، نتجت بشكل مباشر عن الحصار والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر إلى جميع المحتاجين.