عاشت مدينة نابلس ستة عشر ساعة متواصلة تحت حصار عسكري خانق، تركز بشكل أساسي في البلدة القديمة. خلال هذه الفترة، داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية، بينما انتشر القناصة على الأسطح.
تأتي هذه العملية ضمن إطار التصعيد المستمر الذي تشهده الضفة الغربية، في محاولات إسرائيلية واضحة لإضعاف الأمن وشل عمل المؤسسات الفلسطينية.
وقال غسان دغلس محافظ نابلس:" هذا احتلال مجرم يجوّع ويقتل في قطاع غزة، ويصادر الأراضي في الضفة الغربية. والعالم كله ينظر ويشاهد بصورة مباشرة كيف يُقتل الصحفيون والمتطوعون وأفراد الدفاع المدني، و تُهدم المستشفيات وتُصادر الأراضي وتُقتحم المدن، والعالم لا يزال ينظر فقط.
وقال مواطن فلسطيني:"الوضع الاقتصادي منهار حتى بدون هذه الاقتحامات، فعندما يأتي الاحتلال ويغلق البلد ويعطل الحياة، تجد العمال الذين يعيشون يوماً بيوم عاجزين عن كسب قوت يومهم. لقد مرت شهور دون أن يترك الاحتلال مساحة للعمل".
شاهد أيضا.. 313 شهيداً في غزة نتيجة التجويع منذ بداية العدوان
لم يترك الاحتلال مساحة للعمل الطبي، فقد كان الطاقم الطبي عاجزاً في كثير من الأحيان عن الوصول إلى المصابين خلال المواجهات العنيفة في البلدة القديمة، والتي أسفرت عن نحو ثمانين إصابة بين رصاص حي ومطاطي وشظايا، إضافة إلى حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع. كانت هناك استهداف مباشر للطاقم الصحفي لمنعهم من التغطية.
وقال غسان حمدان مدير الإغاثة الطبية في نابلس:"في كل مرة نحاول الوصول للحالات التي تحتاج لمساعدتنا، يوجه الجنود أسلحتهم إلى صدورنا. وقبل قليل، في حارة الأشراف، كان لدينا حالة تحتاج لعملية غسيل كلى. بعد عناء شديد ومتابعة كبيرة وضغط على جنود الاحتلال، سُمح لنا أخيراً بإخلاء السيدة التي تحتاج لغسيل الكلى. وبالتالي، تواجه الطوارئ الطبية في هذه اللحظات صعوبات بالغة نتيجة هذه الممارسات الوحشية من قبل قوات الاحتلال.
بعد انسحاب قوات الاحتلال، تبقى نابلس مثل باقي مدن الضفة الغربية مثقلة بآثار الاقتحامات المستمرة: اعتداءات على المدنيين، تخريب للممتلكات، وزعزعة للأمن اليومي. هذا ما يعكس حجم الضغط المستمر الذي تعيشه المجتمعات الفلسطينية تحت سياسات الاحتلال.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...