في موقف شجاع يجسد التزاما انسانيا عميقا اعلنت الطائفه المسيحيه في قطاع غزه رفضهم القاطع لاوامر الاخلاء التي فرضتها قوات الاحتلال مؤكدين تمسكهم بالبقاء في كنائسهم وسط العدوان المتواصل ومواصله دورهم في حمايه المدنيين وتقديم العون للنازحين.
وقال إلياس الجلدة عضو مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية: "بشكل عام مطلوب من كل شعبنا في مدينه غزه النزوح نحو الجنوب. ناقشت الكنائس هذا الامر وأنه من الاستحاله النزوح نحو الجنوب. نحن موجودون هنا امتداد لهذا التاريخ.
ويؤكد افراد الطائفه المسيحيه في غزه تمسكهم بالبقاء وعدم مغادره المدينه ليس فقط من اجل المسيحيين بل من اجل كل انسان يحتاج الى الامان فهذا الموقف اعتبره اهالي غزه دليلا واضحا للتمسك بهذه الارض من كافه الاطياف والالوان داخل القطاع.
وقال الناشط الفلسطيني محمد السيقلي: "موقف الاشقاء المسيحيين من عدم مغادره مدينه غزه نحو الجنوب والاستجابه للقرارات الاسرائيليه هي ليست لفته طيبه بقدر ما انها لفته تعبر عن اصاله الاشقاء المسيحيين. هؤلاء جزء اصيل في بلادنا وجزء اصيل من المكون الوطني الفلسطيني. هم عبروا بكل قدره واقتدار عن رفض المخططات الاسرائيليه الرامي لتهجير اهلنا في مدينه غزه".
ورغم ازدياد خطر الاستهداف المباشر وغير المباشر تواصل الكنائس اداء دورها كملاذ اخير لمئات الاسر في ظل غياب الامانه ونقص المساعدات وسط تاكيد ان بقاء افراد الطائفه المسيحيه ليس خيارا شخصيا بل التزام تاريخي واخلاقي لا يمكن التراجع عنه في وقت تغيب فيه الحمايه الدوليه عن المدنيين في القطاع.
في غزه الكنائس شامخه لا تنكسر جذورها عميقه لا تقتلع وحين يصمت العالم عن المظلوم تفتح ابوابها للنجاه والكرامه اجراسها لا تقرا لطائفه بل للانسانيه كلها.