إسرائيل لم تستغل فرصة السلام

إسرائيل لم تستغل فرصة السلام
السبت ٠١ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

يطرح الكاتب اوري اليتسور في مقالته المنشورة في موقع "نيوز وان" الاسباب التي ادت الى العزلة الدولية التي تعيش فيها اسرائيل اليوم نتيجة السياسات الخاطئة التي تنتهجها.

 وقال اليتسور ان ثمانية عشر عاماً اكتملت هذا الأسبوع على اتفاق أوسلو الهزيل، ويبدو كأن لا حاجة لتفصيل مدى انهيار كل الفرضيات الأساس للاتفاق الواحدة تلو الأخرى بصوت عالٍ جداً، بالدم والدموع.

اليوم من الصعب الوثوق بذلك، لكن عشية توقيع اتفاق أوسلو كانت المشكلة الأمنية الأساسية التي واجهناها، هي الحاجة إلى ملاحقة الشبّان الذين يرشقون الحجارة، هنا وهناك لإنزال الأعلام الصغيرة لمنظمة التحرير الفلسطينية غير الشرعيّة التي كان قد علّقها طائشون تحت جنح الليل على أعمدة الكهرباء.

الانتفاضة الأولى كانت في ذبول، ياسر عرفات كان صورة هزليّة ومنبوذة في أرجاء العالم، بعد دعمه المهلوس لصدّام حسين كذلك توقف السعوديون عن دعمه. هو ورجاله كانوا مقيمين في تونس، ومنظمتهم كانت على مشارف الإفلاس. لم يكن يستطيع الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، هناك كان في انتظاره مرسوم اعتقال بجرم ارتكاب نشاطات إرهابية.

هكذا كان وضعنا عشية أوسلو، وماذا بالنسبة لموقفنا الدولي؟ العالم بالتأكيد مارس ضغطاً علينا حتى إنهاء الاحتلال"، عدم الاعتراف بالقدس الموحّدة عاصمة لنا ورفض الاستيطان. لكن فلنقارن موقفنا الدولي آنذاك واليوم. في فترة "الاحتلال" أيضاً لم يطرح أي احد رأيه لمقاطعة إسرائيل أو حتى لتقديم ضابط إسرائيلي للمحاكمة؛ أعداؤنا الكبار لم يحلموا بإمكانية تنظيم تظاهرات حاقدة معادية للساميّة في شوارع لندن وأمستردام؛ عرفات أعلن عن الدولة الفلسطينيّة في العام 88"، لكن لم يتطرّق أي شخص إلى ذلك بجديّة.

في كل دول الغرب، تلك الدول التي يتوسل فيها نتنياهو اليوم للحصول على بعض من الاهتمام، لم يكن هناك أي احد دعم رسميّاً إنشاء دولة فلسطينيّة. جميعهم مارسوا على إسرائيل ضغطاً معتدلاً لإيجاد "حلٍ للصراع" لكن لم تنجح أية واحدة من الدول العربيّة في إحراز موافقة على فكرة الدولة الفلسطينيّة، لماذا؟ لأن إسرائيل عارضت هذا الأمر، والدول الغربيّة – بأسرها- احترمتها وأخذت برأييها. من الصعب التصديق.

تلك هي القصّة. هذا جدالنا الداخلي. العالم ليس ضدّنا، على العكس. انه يصغي لنا جيداً، وما يسمعه من هنا، من صحفنا، من منشوراتنا، من تظاهراتنا، هو أنّ كل شيء بسبب حكومة إسرائيل المتمرّدة.

هل هناك من لا يزال يتذكر "اتفاق اوسلو"؟ تلك الاتفاقية التي شرعنة اسرائيل وسجنت الفلسطينيين داخل مناطق مقسمة؟ وجعلتهم حراس حدود الكيان الاسرائيلي ولا يزالون بإسم بقاء السلطة الفلسطينية يحرسون الحدود الوهمية ما بين كيان محتل وشعب يطمح الى التحرر؟. لم تجلب اتفاقية اوسلو سوى الانقسام والتشتت للشعب الفلسطيني، حيث ما قبله كان التحرر واحدا وبهمة جميع الفصائل. اسرائيل استراحت 18 عاماً وآن للفلسطينيين جميعا ان يعودوا الى العمل المقاوم للتحرر من نير الاحتلال الاسرائيلي.

موقع "نيوز وان" الإخباري - اوري اليتسور

30/9/2011

تصنيف :