وشنت القوات الإسرائيلية عشرات الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، واستهدفت بصواريخ الطائرات المسيّرة وأسلحة المدفعية العديد من الأحياء السكنية، ما أدى إلى استشهاد 58 مواطنا منذ فجر اليوم فقط، بينهم نساء وأطفال.
وسجل مستشفى حمد استقبال 10 شهداء وأكثر من 70 جريحا، معظمهم من منتظري المساعدات والمجوعين في شمال القطاع.
وقد شهد حي الشيخ رضوان وشارع الجلاء في مدينة غزة قصفا مكثفا من الطائرات والمروحيات الإسرائيلية، إضافة إلى تفجير عدد من المباني السكنية شرق بركة الشيخ رضوان.
كما استشهد العديد من المدنيين في قصف استهدف طالبي المساعدات قرب "زيكيم" شمال القطاع، ومن بينهم الطفل خليل عبد السلام أبو مطلق، إضافة إلى سقوط ضحايا في مناطق أخرى مثل خان يونس ودير البلح.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع ضحايا سوء التغذية والمجاعة إلى 382 شهيدا، بينهم 135 طفلا، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع والذي أدى إلى تدهور شديد في الوضع الصحي والغذائي للسكان.
ومنذ إعلان الأمم المتحدة عن وقوع مجاعة في غزة، أستشهد 104 فلسطينيين، بينهم 20 طفلا، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ إجمالي الشهداء 64,368 شهيدا و162,367 جريحا منذ بداية العدوان، من بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12,500 امرأة.
وتُظهر البيانات أن الفئات الأضعف كانت الأكثر استهدافا، مع استشهاد أكثر من ألف طفل رضيع، بينهم من وُلدوا خلال سنوات الحرب.
كما دُمرت أكثر من 88% من مباني القطاع، بما في ذلك 163 مدرسة وجامعة، و833 مسجدا، إضافة إلى آلاف المنازل التي فجّرتها القوات الإسرائيلية. وتسيطر قوات الاحتلال الآن على أكثر من 77% من مساحة القطاع عبر عمليات اجتياح وتهجير قسري.
مآسي يومية وسط عجز دولي
تعيش غزة مأساة إنسانية متفاقمة، حيث يعيش الملايين في ظروف نزوح قسري مع نقص حاد في المساعدات الطبية والغذائية.
ويأتي هذا في ظل استمرار القصف والعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، ورفض الاحتلال القبول بوقف إطلاق النار، مما يفاقم معاناة السكان ويحول المنطقة إلى ساحة إبادة جماعية، كما وصفتها وزارة الصحة الفلسطينية.
هذا وفي ظل التطورات، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مصحوبا بتدهور متسارع في الوضع الإنساني، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء المدنيين يوميًا وسط حصار خانق ومجازر متكررة.
ويبدو أن الحلول السياسية والعسكرية لا تزال بعيدة، مع استمرار رفض الاحتلال وقف إطلاق النار وتصعيد العمليات العسكرية، بينما يدعو المجتمع الدولي لضرورة تدخل عاجل لوقف هذه الكارثة.