في لبنان، حيث تتقاطع رسائل الخارج مع حسابات الداخل، يتجلّى المشهد السياسي والأمني بوتيرة متسارعة، بين تحركات دبلوماسية واجتماعات رفيعة المستوى، ورهانات كبيرة على مستقبل السلاح.
وفي الأثناء، شهدت بيروت حضورا أميركيا بارزا مع وصول الموفدة الخاصة مورغان أورتاغوس حيث عقدت اجتماعا في رأس الناقورة جنوب لبنان مع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن تجول مع قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر على الحدود الجنوبية بطوافة عسكرية لتقييم الواقع الميداني. وفي سياق هذه التحركات، كشفت مصادر عن قرار وشيك بتغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال مايكل ليني، ليخلفه جنرال أميركي جديد خلال أسبوعين.
زيارة أورتاغوس تأتي عقب زيارة كوبر، إلى بيروت، حيث التقى الرئيس جوزاف عون الذي شدّد على التزام الحكومة بخطة حصرية السلاح التي أقرها مجلس الوزراء، ودعا واشنطن إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي المحتلة جنوبا، وتفعيل لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، لضمان التطبيق الكامل للقرار 1701.
المصادر السياسية تشير إلى أن هذه التحركات الأميركية تحمل بعداً سياسياً موازياً وتأتي لدعم الجيش اللبناني، وتعزيز قدرته على تنفيذ خطة نزع السلاح، بما يشمل الآليات والتجهيزات المطلوبة.
إلا أن هذه التحركات تقابلها مواقف داخلية صارمة وواضحة. عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن عز الدين أكد أن سلاح المقاومة لن ينزع لأنه أصبح جزءا من إرادة اللبنانيين. واعتبر أن قرار الحكومة اللبنانية الأخير ضد المقاومة يخالف اتفاق الطائف وروح التوافق الوطني، وأن الأولوية تبقى إخراج الاحتلال ووقف اعتداءاته وتحرير الأسرى والبدء بعملية الإعمار.
وبين ضغوط الخارج ومواقف الداخل الرافضة، يبقى الثابت أن سلاح المقاومة، الذي فرض توازن الردع مع الاحتلال، لن يكون ملفا عابرا في لعبة المساومات، بل عنوانا مركزياً في معركة السيادة والاستقلال.
المزيد في الفيديو المرفق ...