في تصعيد خطير يضاف إلى سجل الجرائم المستمرة ضد المدنيين في غزة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 مركز إيواء يستخدمها النازحون خلال الأيام القليلة الماضية، معظمها مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، اونروا في محاولة للضغط على السكان للنزوح إلى جنوب القطاع.
وقال أحد المواطنين لقناة العالم:"الوضع صعب جدًا جدًا، ونحن لا نعرف إلى أين نذهب. نحن نقيم في ثلاث مدارس، والمدارس مهددة. نحن نذهب إلى خيام، مهددة، ونجلس في البيوت، والبيوت مهددة. لا يوجد مأوی لايوجد مكان نقعد فيه. لا يوجد أي مكان آمن. نذهب إلى الجنوب، يضربون الجنوب. يقولون إن المواصي آمنة، لكنهم ضربوا الجنوب، وضربوا النصيرات وفي الزوايدة. لا يوجد أي مكان آمن، كل الأماكن مهددة بالضرب والقصف".
وقال مواطن آخر:"نحن نقيم في المدرسة، ثم خرجنا وجلسنا في خيمة خارج الباص ولاتأتي أي باص لأنه لاتوجد طرق والمدارس کلها مستهدفة، لقد ضربوا جميع مدارس شحيبر".
المغادرة أو الموت لم يعد أمام سكان غزة خياراً ثالثاً في ظل وحشية الاحتلال تحت القصف والحصار، فتدمير المدارس ومراكز الإيواء يهدف إلى قتل ما تبقى من حياة داخل هذه المدينة.
وقال المحلل السياسي عاهد فروانة لقناة العالم:"الاحتلال يكثف غاراته في اطار الضغط على أبناء شعبنا الفلسطيني من أجل إجبارهم على النزوح، لأن الاحتلال يريد تهجير سكان مدينة غزة وتدمير ما تبقى من هذه المدينة حتى يحول كل قطاع غزة إلى منطقة مدمرة وغير صالحة للحياة، من أجل التمهيد لمشروع التهجير الذي يعمل عليه الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة".
الاعتداء على مراكز الإيواء جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي، فالاحتلال يستخدم القصف وسيلة لإفراغ غزة من أهلها، ضارباً في ذلك كل الأعراف الإنسانية والدولية عرض الحائط.
ما يجري في غزة ليس مجرد حرب عادية، بل جريمة تطهير عرقي تمارس بدم بارد وبغطاء دولي، تهدف لكسر إرادة المدنيين ودفعهم للرحيل.