ولايتي: آلية الزناد تعمق عزلة أوروبا وترامب يسير على خطى هتلر

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥
٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش
ولايتي: آلية الزناد تعمق عزلة أوروبا وترامب يسير على خطى هتلر علّق مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، على التطورات الأخيرة في المنطقة، من العدوان الصهيوني على قطر إلى تفعيل آلية الزناد الأوروبية ضد إيران، موجهاً رسائل شديدة اللهجة للغرب وكيان الإحتلال والولايات المتحدة.

آلية الزناد: خطوة عدائية وعقيمة

في مقابلة خاصة مع قناة الميادين، أكد ولايتي أن الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) لتفعيل "آلية الزناد" في مجلس الأمن وإعادة فرض العقوبات على إيران، تكشف مجدداً عن "الوجه الحقيقي للعداء التاريخي للغرب ضد الشعب الإيراني".

وأضاف أن هذا الإجراء لا يشكل فقط انتهاكاً لروح القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، بل يمثل "محاولة يائسة لوقف التقدم العلمي والدفاعي للجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة".

ولايتي شدد على أن هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى مزيد من عزلة أوروبا على الساحة الدولية، مؤكداً أن إيران، "مستندة إلى إيمانها وتلاحم شعبها"، ستواصل مسيرتها نحو التقدم بسرعة أكبر.

الأمم المتحدة إلى مصير عصبة الأمم

اعتبر ولايتي أن الأمم المتحدة باتت "بلا تأثير فعلي"، وشبه مسارها بمصير عصبة الأمم التي انهارت بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد أن آلية الزناد "قامت على أساس باطل ولن يكون لها أي أثر عملي على إيران، وهي مجرد أداة دعائية وعدائية".

ترامب يسير على خطى هتلر

وعن السياسات الأميركية في المنطقة، شبه ولايتي سلوك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ"أفعال هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية"، مشيراً إلى أن ترامب "يخيف حلفاءه ويقود العالم إلى كارثة شبيهة بالتاريخ الأسود لأوروبا في الثلاثينيات".

إدانة شديدة للعدوان الصهيوني على قطر

وندد ولايتي بشدة بعدوان الكيان الصهيوني وداعميه الأميركيين والبريطانيين على قطر، معتبراً أن ما جرى "امتداد لجرائم الاحتلال في غزة". وأكد أن الشعب الإيراني سيبقى "مدافعاً عن كيان الإسلام وأرواح المسلمين في كل الظروف".

الكيان الصهيوني وإعادة إنتاج الحروب الصليبية

واكد ولايتي أن ما جرى في قطر يفضح طبيعة الكيان الصهيوني الذي اشار الى انه "امتداد للحروب الصليبية"، مستشهداً بمجازر التاريخ التي ارتكبها الصليبيون بحق المسلمين.

ولفت إلى أن التيار الصهيوني الحالي "فرع شيطاني من الإنجيليين المتطرفين"، وذكر بتصريحات جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر حين قال: "لقد بدأت الحروب الصليبية من جديد".

دور الغرب في العدوان على قطر

ولايتي اتهم بريطانيا بإرسال طائرات لتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود جواً، واعتبر ذلك "دليلاً على تورط الغرب العميق في العدوان على المسلمين". وحث الأمة الإسلامية على استخلاص العبر من هذه التجارب المريرة والاتحاد في وجه المخططات الغربية.

المؤامرات ضد المقاومة لن تنجح

شدد ولايتي على أن المقاومة في لبنان وغرب آسيا أصبحت "أقوى وأكثر خبرة"، مؤكداً أن محاولات الإطاحة بها ستبوء بالفشل. وأشاد بصمود الشعب العراقي وقوات الحشد الشعبي في مواجهة المخططات الأميركية.

خطوات عملية لمحاسبة الكيان الصهيوني

ودعا ولايتي الى الدعوة إلى إجراءات عملية لوقف الجرائم في غزة، أبرزها: الضغط الدولي لفتح المعابر الإنسانية وكسر الحصار وتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب وفرض عقوبات شاملة على الكيان الصهيوني وإلزام وسائل الإعلام العالمية بكشف جرائم الحرب بلا رقابة أو تبرير.

وفي ما يلي نص المقابلة:

- ما هو موقفكم من خطوة الدول الأوروبية الثلاث في تفعيل آلية الزناد ضد إيران؟

إن الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا وألمانيا) في مجلس الأمن الدولي لتفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الأحادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد كشفت مجدداً الوجه الحقيقي للعداء التاريخي للغرب والولايات المتحدة تجاه الشعب الإيراني الشريف. إن هذا العمل العدائي، المتجذر في السياسات الاستعمارية والهيمنية للغرب، لا يشكل فقط انتهاكاً واضحاً لروح القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، بل هو محاولة يائسة للضغط على محور المقاومة ومنع التقدم العلمي والدفاعي لإيران.

لقد أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً على الدبلوماسية السلمية، لكنها في مواجهة هذه المؤامرات سترد بقوة وعزة وطنية. وهذه الخطوة الأوروبية، المتماهية مع إملاءات واشنطن، تعكس عجز الغرب عن مواجهة تقدم إيران في المجالات النووية والصاروخية والإقليمية.

وعليه، فإن هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى مزيد من عزلة أوروبا على الساحة الدولية، بينما إيران الإسلامية، مستندةً إلى الإيمان والعلم وتلاحم شعبها العظيم، ستواصل مسيرتها نحو التقدم بسرعة. وكما قلت سابقاً، فإن الأمم المتحدة اليوم باتت تسير نحو مصير "عصبة الأمم" لتلتحق بالتاريخ، وأصبحت قراراتها بلا تأثير فعلي في العالم. أما آلية الزناد، التي قامت منذ البداية على أساس باطل، فلن يكون لها أي أثر عملي ضد إيران في هذه الظروف، وهي مجرد أداة دعائية وعدائية ضد الجمهورية الإسلامية.

- كيف تقيمون سلوك ترامب وسياساته تجاه المنطقة؟

إن سلوك ترامب يذكرنا بأفعال هتلر، زعيم ألمانيا النازية، في بداية الحرب العالمية الثانية. ففي سبتمبر 1939 أخاف هتلر العالم الغربي، فخضعت له دول مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا. واليوم يعيد التاريخ نفسه، وترامب، من دون أن يعتبر من الماضي، يسلك الطريق نفسه، وهو طريق لن تكون له نهاية حسنة بالنسبة له ولأنصاره.

- ما هو موقفكم من العدوان الإسرائيلي على قطر؟

نحن ندين بشدة عدوان الكيان الصهيوني وداعميه الأميركيين والبريطانيين على دولة قطر . وبصفتي مسلماً، فإنني أشعر بحزن عميق لأن إخوتنا وأخواتنا المسلمين في بلدانهم أصبح أمنهم مهدداً وحياتهم في خطر. ومن أبرز الأمثلة على هذه الجرائم الحرب المستمرة منذ ما يقارب 700 يوم في غزة، والمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين المظلومين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ. إن الشعب الإيراني يشعر ببالغ الألم إزاء هذه الأحداث، وسيبقى في كل الظروف مدافعاً عن كيان الإسلام وأرواح المسلمين.

- ما هي أبعاد عدوان الكيان الاسرائيلي على قطر؟

إن ما جرى في قطر كشف عدة نقاط مهمة: فهذا الكيان الصهيوني الصليبي ليس سوى إعادة إنتاج للحروب الصليبية التي كان المسلمون يُذبحون فيها بوحشية ومن دون سبب إلا لأنهم مسلمون. وقد جاء في التاريخ أنه خلال الحروب الصليبية (488 ـ 692 هـ) قُتل المسلمون مراراً على أيدي جماعات من الرعاع الأوروبيين. بل إن أحد القادة الإنكليز، المدعو ريتشارد قلب الأسد، كتب في رسالة إلى ملك إنكلترا قائلاً: "في القدس، في معبد سليمان، كان دم المسلمين يصل إلى ركبنا".

اقرأ أيضا: ولايتي: ايران تقف اليوم في صلب النظام العالمي الجديد

واليوم أيضاً، تقوم جماعة خبيثة لا تتبع أي دين، ويتبرأ منها أتباع النبي موسى (عليه السلام) الحقيقيون، بارتكاب أبشع الجرائم ضد المسلمين. إن هؤلاء الصهاينة فرع شيطاني من التيار الإنجيلي المتطرف؛ وهم أنفسهم الذين، بعد تفجير برجي التجارة العالميين، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن: "لقد بدأت الحروب الصليبية من جديد". وبعد ذلك تبين أن التيار نفسه كان مخططاً لذلك الحادث لتوفير ذريعة للهجوم على العراق وأفغانستان.

واليوم نرى أيضاً أن حكام أميركا لا يلتزمون بأي مبدأ؛ يقولون شيئاً في الصباح ويعملون بعكسه في المساء. ومثال ذلك في قضية قطر: فبالرغم من دعم قطر لأميركا، دعمت الحكومة الأميركية في بداية العدوان الصهيوني على قطر ذلك الكيان بشكل أو بآخر، لكنها بعد فشلها في تحقيق الهدف الرئيسي (تصفية قادة المقاومة في حماس) غيرت موقفها وأعلنت أنها لم تكن موافقة على ذلك العمل.

أما بالنسبة لدور بريطانيا، فقد أظهرت بعض الانباء أنها أرسلت إحدى طائراتها المخصصة لتزويد المقاتلات الصهيونية بالوقود جواً، لكنها ادعت، لخداع الرأي العام، أن هذه الطلعة كانت في إطار مناورات مع القوات القطرية. كل هذه الشواهد تؤكد أن الغربيين لا يزالون لا يتورعون عن أي جريمة ضد المسلمين. ونأمل أن تستفيد الأمة الإسلامية والعربية من هذه التجارب المريرة، ومن إنجازات المقاومة الفعالة في مواجهة هؤلاء الأعداء الألداء، وألا ينخدعوا مرة أخرى بهؤلاء الشياطين. والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد صادق لتقديم كل مساعدة لازمة للدول الإسلامية من أجل الدفاع عن كيانها ومصالحها.

- ما هو رأيكم في المؤامرات التي تستهدف المقاومة بشكل عام و حزب الله في لبنان؟

ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها أعداء الدول الإسلامية، وخاصة في المنطقة الحساسة من غرب آسيا، مثل هذه المؤامرات. فمنذ أكثر من 40 عاماً وأنا شاهد على الأعمال التخريبية والدسائس الماكرة للغربيين وعملائهم الصهاينة في لبنان والعراق. هذه المؤامرات كانت موجودة في الماضي ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ولكن الحقيقة هي أن المقاومة أصبحت بالمقارنة مع الماضي أقوى بكثير، وأكثر خبرة، وأشد عزماً. ولهذا السبب فإن مؤامرة العدو في لبنان ستبوء بالفشل، وكذلك في العراق فإن شعبه الشجاع وقوات الحشد الشعبي يقفون بقوة في وجه مخططات ومؤامرات أميركا.

- ما هي الإجراءات المطلوبة لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني في غزة؟

لقد تجرأ الكيان الصهيوني، مستنداً إلى دعم الغربيين، على ارتكاب جرائم مروعة: دفن الأطفال أحياء، واستهداف النساء الحوامل، واغتيال النخب الفلسطينية، وتدمير البنى التحتية الحيوية. إن هذه الجرائم هي جريمة ضد الإنسانية ومحاولة لإبادة ثقافية وجغرافية وديمغرافية.

ومن واجبنا ألا نكتفي بالإدانة اللفظية، بل أن نتخذ خطوات عاجلة وعملية في هذا المسار، ومنها:

- الضغط الدولي من أجل فتح المعابر الإنسانية في غزة وكسر الحصار لتمكين الناس من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.

- تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب.

- فرض عقوبات شاملة اقتصادية وسياسية وعسكرية على الكيان الصهيوني.

- إلزام وسائل الإعلام بتغطية محايدة ومن دون رقابة لعرض فظائع غزة.

0% ...

آخرالاخبار

مصر: نرفض أي حكم خارجي لغزة.. الفلسطينيون قادرون على إدارة شؤونهم


خطوة بريطانية قد تعرقل مصادرة أصول إيران قانونيا


عباس مرعي: سيرة شاب من تولين ارتقى بعد مسيرة علم وجهاد!


ألمانيا.. مظاهرات طلابية واسعة احتجاجا على قانون التجنيد الإجباري


العميد واحدي: سلاح الجو الإيراني حقق إنجازات كبرى في العلم والتكنولوجيا


خروقات إسرائيلية متواصلة في خان يونس داخل المناطق المصنّفة آمنة


'حديد-110' النفاثة.. إيران تزيح الستار عن قدرات هجومية متقدمة + فيديو


مشعل: آن الأوان لتحرير القدس ورفض كل أشكال الوصاية على غزة


خبر الموسم: رصاصة واحدة أنهت مشروع خطة إسرائيلية


قطر: نحن في نقطة مفصلية للخطوات القادمة في غزة