سماحة الامين.. البعد الثقافي والاجتماعي في شخصية القيادة

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥
٠٧:٣٩ بتوقيت غرينتش
 في زمن التيه، حيث ترنحت المفاهيم وانهارت المعايير وافتقد الناس من يشبههم. خرج من بين الأحياء المتعبة رجل يحمل في ملامحه صدق الموقف، وفي صوته وعداً لا يخلف، وفي حضوره ظل وطن بأكمله.

هو السيد حسن نصر الله، ليس قائداً فحسب بل ظاهرة إنسانية وفكرية ونموذجاً نادراً من القيادة. هو من نسج بين القيادة والعقيدة خيط من نور، ووميض من المحبة. هو القائد الذي لم يولد من فخامه المكاتب ولا على مقاعد السلطة، بل خرج من رحم الأرض، من أحياء البسطاء، من الحوزات، من ساحات الجهاد، من عيون الأمهات ومن دموع الآباء الذين قدموا أبنائهم شهداء ليمنحهم الكرامة والوعد الصادق.

في خطابه تتجلى الحكمة، في صمته تسكن الهيبة، وفي حضوره ترسم خرائط الردع، وفي استشهاده تستنهض العزائم وتصان الوصايا. في حلقة اليوم لا نبحث في سيرة رجل فقط، بل نغوص في أبعاد مدرسة قيادية متكاملة تمزج بين الفكر والوعي، بين الأخلاق والسياسة، بين المقاومة والإنسان. هي قصة قائد ومسيرة فكر وأسطورة إنسانية كتبت بمداد الصدق والتضحية. ولمناقشة هذا الموضوع استضافت الحلقة كل من رئيس مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير، الأستاذ هادي قبيسي، الكاتب والباحث السياسي، وسيم بزي، والكاتب والباحث السياسي، وسام ناصيف ياسين.

وقال رئيس مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير، الأستاذ هادي قبيسي القائد تكمن في تقدمه، وهو من يخاطر ويستكشف ويعد العدة للتغيير القادم ويعلن الرؤية ويلهم الآخرين. فهو يكون في المقدمة وليس في الخلفية؛ قد يكون في الخلف رئيساً أو مديراً، ولكن القائد يجب أن يكون أمام الجميع، يخاطر ويغامر، ويكتشف طرقًا لإيجاد الأمل وتعديل الظروف القائمة. وسماحة السيد كان يلهمه أو يحركه عدة دوافع وأمزجة ورؤى. هناك رؤية شخصية كان دائماً يعبر عنها بشكل متكرر خلال فترة قيادته، وطموحه الشخصي أن يكون جنديا وشهيدًا. والدافع الآخر أن يكون خادماً، وكان يعبر عن ذلك. والدافع الثالث أن يكون معلماً.

هذه الثلاثية هي التي تجمع من ناحية الروح القيادية التي كانت تدفعه وتحركه بهذه الاتجاهات الثلاثة، مع مستوى فكري وتجربة وإدارة. هنا تشعب كبير نتيجة طول التجربة وتنوعها، والتطور الذي حصل خلال التجربة. فهي تجربة تطورت مع السنوات ومع العقود، بنيوياً تطورت الجماهير فكرياً، وأيضاً المساحات التي تحركت فيها جهادياً وسياسياً وإقليمياً وتنموياً واجتماعياً. أما إذا عدنا إلى الروح، فهي شغوفة بعالم آخر، وروح لديها تطلع عالمي وكوني وإلهي، وليس فقط تطلع سياسي ودنيوي. وأيضاً في الجانب الاجتماعي هناك الخدمة والتعليم.

شاهد ايضا.. الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية؛ المفاعيل القانونية والسياسية

من جانيه قال الكاتب والباحث السياسي، وسيم بزي لا يوجد شك أن الشخصية القيادية لسماحة السيد الشهيد حسن نصر الله بقدر ما تمثل حالة استثنائية عبرت زمننا، وقدر لنا أن نكون محظوظين بمعايشتها. نتغنى بما تملكه هذه الشخصية من إشعاع وطيف ومساحة تأثير لدرجة كأنها تعكس انها من زمن آخر. لكن الظروف الموضوعية التي أعطت لهذه الشخصية بعداً استثنائياً، بغض النظر عما إذا كنا نحبها أو نعاصرها، تحمل أهمية ورمزية استثنائية.

واضاف ان هذا القائد جاءت أهميته من مجموعة من الظروف والعوامل المتعلقة بالطيف المبكر لحالة النبوغ القيادي التي بدأت تظهر ملامحها. ولا يمكن فصل شخصية سماحة السيد الشهيد عن المسار التاريخي، خاصة أننا إن كنا نستعجل بمقاربة المراحل، نرى نمو وبذوغ فجر وعيه بواقع المعاناة، البعد الاستثنائي والأهم هو أن مفهوم التحدي بشخصيته هو طبيعة المعركة التي اختطها لنفسه، خاصةً أنه وصل إلى الأمانة العامة عام 1992 كأحد أصغر أعضاء شورى قرار في ذلك الوقت. لكن الأساس أن قضيته كانت فلسطين.

المزيد بالفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

بيان لرئاسة العراق حول إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


موقع أكسيوس يكشف خطة ترامب للمرحلة 2 من إتفاق غزة


الشيخ قاسم: لسنا معنيين بخدّام 'إسرائيل'


بين تطورات لبنان والعقدة الأميركية.. مهمة وفد مجلس الأمن على المحك


الشيخ الخطيب: المسؤولون يجب أن يكونوا أمينين على مصلحة لبنان


الهند وروسيا تؤكدان على حل النووي الإيراني دبلوماسيا


مقتل أبو شباب يهزّ مخططات الإحتلال وينهي الذراع الأمنية التي راهن عليها


عائلة البرغوثي تكشف تعذيبا مروّعا للقائد الأسير.. وحملة عالمية للإفراج عنه


الرئيس بري: لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار


اتحاد الشغل التونسي يعلن عن إضراب عام في 21 يناير