الانتخابات التي جرت في سوريا لم يشارك فيها الشعب لاختيار ممثليه، ورغم كل ما يحدث في البلاد، أصرت السلطة على إجراء هذا النوع من الانتخابات. ربما كان الهدف تقديم صورة جديدة، لكن هذه الصورة لم تكن كافية ولا تعكس الواقع. سوريا التي تُستباح من العدو الإسرائيلي، وتتشهد مناطق واسعة فيها مجازر ترتكبها بعض الجماعات بحق أخرى، والسلطة تتحمل المسؤولية، لم يكن المهم فيها سوى إتمام هذه الانتخابات الصورية فقط.
فالانتخابات التي جرت لا علاقة للعشب فيها، حيث اختار رئيس سوريا الانتقالية ثلث الأعضاء للحفاظ على التوازن. في كل الأحوال، هذه الانتخابات جاءت بصورة مشوهة للديمقراطية، والتبريرات التي قدمتها السلطة كانت أسوأ بكثير من واقع الانتخابات نفسها. ومع ذلك، قال رئيس سوريا الانتقالي: "لقد قمنا بعمل جبار".
وكانت أجزاء واسعة من سوريا خارج المشهد الانتخابي، لكن الأسوأ ما حدث في محافظة القنيطرة، التي تحررت بعد الاحتلال في عام 1967 خلال معركة حرب تشرين 1973، حيث دفع السوريون دماءهم لتحريرها من العدو الإسرائيلي. وفي تناقض صارخ، تم إلغاء العطلة الرسمية التي كانت تُحتفل بها بمناسبة 6 تشرين 1973، وهو يوم حرب التحرير التي خاضها الجيش السوري ضد الاحتلال الإسرائيلي. هذه الخطوة تعد جزءًا من المكافآت التي يقدمها أركان السلطة الجديدة للعدو الإسرائيلي، في وقت كانت فيه الانتخابات تجري في دمشق وبعض المناطق، بينما رفع الصهاينة العلم الصهيوني في ساحة العلم بمدينة القنيطرة.
للمزيد اليكم الفيديو المرفق..