في هذه الهزة لا نحلل فقط ما جرى ميدانيا، بل نغوص في العمق: كيف اهتزت صورة الكيان الاسرائيلي الامنية في اذهان العالم، وفي داخله هو نفسه.
انه فصل السقوط.. الهزة التي زعزعت ثقة العدو بقدراته وفتحت الباب لاسئلة وجودية لم يكن مسموحا طرحها من قبل.. فماذا يعني أن ينهار جيش بنيت عليه "دولة"، وماذا بعد ان تكسر هيبته.
وقال الباحث في الشؤون الاسرائيلية صلاح الدين العواودة، لقناة العالم: أعتقد أن من لم ير الوجه القبيح لـ"إسرائيل" هو من كان يعرفه سابقا، فمن كان يعرف ان "اسرائيل" مجرمة وهو يدعمها وهي مجرمة، الولايات المتحدة تحديدا وفرنسا وبريطانيا، هؤلاء يعرفون "اسرائيل" جيدا لذلك هم ليسوا متفاجئين من حجم الاجرام الاسرائيلي، هم مارسوا نفس الاجرام في افغانستان والجزائر وفيتنام وفي كل مكان استعمروا فيه الشعوب، وهم يعتبرون "اسرائيل" مستعمرة.
واضاف العواودة: أما أمام الشعوب، فعلا "اسرائيل" استطاعت في العقود الاخيرة وخصوصا بعد اوسلو ان تسوق نفسها بأنها واحة ديمقراطية وأنها تعيش بسلام مع الفلسطينيين، وبسبب التنسيق الامني في الضفة الغربية لم يعد احد يسمع عن الفلسطينيين وعن الاحتلال، وبالتالي جاء طوفان الاقصى وأسقط كل الاقنعة وكل وسائل التجميل عن وجه "اسرائيل" وهي الان مكشوفة امام شعوب العالم الحرة ولا سيما في اوروبا وفي امريكا الجنوبية.
وتابع: اليوم في الاعلام الاسرائيلي الحديث عن آلاف الايطاليين في كل المدن الايطالية يتظاهرون ضد "اسرائيل"، وفي اسبانيا أيضا، وهذا شيء غير مسبوق امام الشعوب وهذا على المدى البعيد له اثر كبير وهذا اولا واخيرا بفضل الله اولا وبفضل صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني الذي لو هزم امام هذا الغول لنسي الناس ان هناك شعب فلسطيني ومعاناة وان هناك وحش اسمه "اسرائيل".
شاهد أيضا.. زلزال الطوفان: اليوم الذي قلب الموازين
وأردف العواودة: صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني أمام الالم في كل لحظو وفي كل ثانية، ألم غير مسبوق للانسان الفلسطيني في قطاع غزة، هو من يكشف قبح وجه "اسرائيل" امام العالم، وما كان لهذا الوحش ان يتم كشفه وان يسقط القناع عن وجهه امام العالم بدون هذه التضحيات.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو سلة، لقناة العالم: الطوفان أجبر الاحتلال على ان يسلك احد المسارين؛ اما أن يعترف بجزء من الحقوق الفلسطينية ويذهب الى حل سياسي ينهي جزء من الصراع، او يؤجل الصراع الى فترة زمنية معينة، وهذا كان من المتوقع ان يحدث.. او ان يذهب لاظهار حقيقته التي قام عليها، حقيقة هذا الاحتلال انه قام على المجازر.
وتابع أبو سلة: اذا عدنا الى عام 48 سنجد أن الأداة الاساسية التي قام عليها الاحتلال هي المجازر، واليوم الاحتلال عاد مرة اخرى الى ارتكاب المجازر، لأن المجازر من وجهة نظر الاحتلال هي اداة سياسية تضغط على صانع القرار السياسي الفلسطيني من اجل ان يستسلم، من اجل ان يقول له بأن هنالك ثمن باهظ سيُدفع عند الذهاب لأي عمل معادي لـ"اسرائيل".
واضاف: الاحتلال اختار الذهاب الى خيار المجازر، وهذا الأمر نبه العالم الى حقيقته التي هي عكس ما كان يروج لها من أنه واحة الديمقراطية وحقوق الانسان في المنطقة العربية، وانه يعتقل الانسان الفلسطيني ويقدمه لمحاكمة نزيهة وعادلة وانه يحترم الطفل ويحترم المراة وانه يقدم العلاج للمرضى الفلسطينيين وانه يقدم لهم الخدمات، وبالتالي هو يقول إنه يتساوق مع نظريات الغرب في مسالة حقوق الانسان والديمقراطية وما الى ذلك...
شاهد البرنامج كاملا في الفيديو المرفق..