طهران تواصل توجيه رسائلها الحاسمة إلى خصومها، بين التحذير من مغامرات خاسرة، والتأكيد على الجهوزية العسكرية، وصولا إلى رفض التدخلات الغربية في شؤونها الداخلية. مواقف تتكامل لتؤكد أن إيران ثابتة في معادلة الردع، وراسخة في الدفاع عن سيادتها ومصالحها.
وفي رد على تحذير رئيسِ وزراء الاحتلالِ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زعم أن إيران تعمل على تطوير صواريخ قادرة على بلوغ مدن أميركية، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن الكيان الإسرائيلي يختلق تهديدات وهمية حول القدرات الدفاعية الإيرانية بعدما فشل في دفع واشنطن إلى مهاجمة طهران.
وأوضح أن لا أساس من الصحة لما روّجه الاحتلال عن اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي خلال شهر واحد، مؤكدا أن الإصرار على الأخطاء في الحسابات لن يحل أي مشكلة، وأن الطريق الوحيد يكمن في التفاوض.
وفي موازاة الموقف السياسي، أكد قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد باكبور أن قوات الحرس على أعلى درجات الجهوزية القتالية والاستخباراتية والعملياتية. محذرا الأعداء من ارتكاب أي خطأ في الخليج الفارسي أو مضيق هرمز أو الجزر الإيرانية الثلاث.
اللواء باكبور شدد على أن الرد سيكون فوريا وقاسيا، بما يجعل المعتدين يندمون، مشيرا إلى أن القوة البحرية للحرس باتت قوة رادعة بلا منازع. واعتبر أن إظهار هذه القدرات للأعداء هو الضمان الحقيقي لأمن دائم في هذه المنطقة الحساسة.
وفي سياق متصل، استدعت الخارجية الإيرانية سفراء ورؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي احتجاجا على المواقف التدخلية وغير المقبولة، في شؤون منطقة الخليج الفارسي، التي تضمنها البيان المشترك لوزراء مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.
البيان كرر المزاعم الكاذبة حول البرنامج النووي الإيراني، وتبنى مواقف باطلة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث تنب الكبرى وتنب الصغرى وبوموسى، إلى جانب التدخل في القضايا الدفاعية الإيرانية.
بين تحذيرات صارمة، ورسائل سياسية قوية، تواصل إيران تثبيت معادلتها: لا مجال لتهديد أو ابتزاز، ولا مكان لتدخل خارجي، في وقت تبقى فيه القوة الرادعة والقرار السيادي خطا أحمر لا يقبل المساس.