غزة.. انتصار اسطوري معمدا بالدم

الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥
٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش
غزة.. انتصار اسطوري معمدا بالدم فجر اليوم الخميس أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف العدوان على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة.

ووصفت الحركة المفاوضات بأنها جرت “بمسؤولية وجدية”، مؤكدة أن وفدها وفصائل المقاومة الفلسطينية شاركوا في المباحثات في المبادرة التي طرحها الرئيس الأميركي في مدينة شرم الشيخ، وذلك بهدف إنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

هذا الاعلان من قبل حركة حماس، هو بحد ذاته يعد انتصار لا لبس فيه للمقاومة الاسلامية في غزة، التي تكالبت عليها كل قوى الشر في العالم وعلى راسها امريكا والكيان الصهيوني لمحوها من الوجود، وقد كلف هذا الاصرار من قبل هذه القوى على القضاء على المقاومة، ان خسرت حتى الراي العام لديها وفي العالم اجمع، بعد ان ابادوا البشر والشجر والحجر في غزة، حيث تجاوزت قوة القنابل التي تم القيت على غزة ضعفي انفجار القنبلة النووية الامركية التي القيت على هوراشيما، ولكن وبفضل الصمود الاسطوري للمقاومة، اضطر مجرمو الحرب في الاخير الى التفاوض مع المقاومة التي تعهدوا قبل عامين بالقضاء عليها، عسى ولعل ان تعيد لهم اسراهم.

ما تم خلال العامين الماضيين من فظائع وجرائم وابادة وعدوان من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي، ضد غزة بشكل خاص ومحور المقاومة بشكل عام، قد تم التخطيط له منذ زمن طويل، فقد انفقت قوى الشر الاموال الطائلة على التجسس والعملاء والاسلحة الفتاكة وجندت عشرات الاجهزة المخابراتية في العالم واستخدمت كل ما لديها من نفوذ سياسي واقتصادي واعلامي، لكسر محور المقاومة، وبالتالي ادخال المنطقة برمتها الى العصر الصهيوني، عصر الاذلال والخنوع والتبعية.

ليس هناك من ينكر ان المقاومة دفعت اثمانا باهظة وهي تقارع اكبر قوتين شريرتين في العالم، امريكا وذيلها الكيان الاسرائيلي، الثنائي الذي كان يعتقد حتى بالامس القريب ان الضربات التي وجهها للمقاومة في المنطقة، سيجعل المقاومة في غزة وفي المنطقة ترفع الراية البيضاء، وهي راية كانت متوقعة ان ترفع وفقا للحسابات المادية بعد ان خسرت المقاومة كبار قادتها وسقوط سوريا في الحضن الامريكي- الاسرائيلي، ولكن كل تلك الحسابات فشلت فشلا ذريعا، امام ايمان وارادة وشجاعة المقاومين، رغم ان هذا الثنائي المجرم، داس على كل القيم الاخلاقية والانسانية والقوانين الدولية خلال عامين كاملين، دون ان يحرك العالم ساكنا.

اليوم نرى البوق الامريكي القذر، مجرم الحرب نتنياهو، الذي عجز عن تحرير اسراه في بقعة جغرافية ضيقة محاصرة منذ عقدين، واضطر صاغرا اليوم ان يتفاوض هو وسيده ترامب، مع أسريهم لانقاذهم، نراه يرفع عقيرته ويكرر تهديداته لمحور المقاومة، المتمثل اليوم بايران و اليمن وحزب الله والحشد الشعبي، مختبئا وراء ترامب، رغم ان الاخير يحاول بكل ما اوتي من قوة، لانقاذ الكيان الاسرائيلي، من المستنقع الذي سقط فيه .

إقرأ أيضا.. السيدالحوثي: طوفان الأقصى محطة فارقة في جهاد الشعب الفلسطيني

اغلب المراقبين الدوليين يعتقدون ان من الصعب جدا على نتنياهو ان ينفذ تهديداته لمحور المقاومة، كما حدث لدى اغتيال قادة المقاومة في لبنان وعلى رأسهم سيدها الشهيد القائد حسن نصرالله، او الاغتيالات التي نفذها خلال حرب الـ 12 يوما مع يران، فمن الصعب ان تتوفر الظروف مرة اخرى للثنائي الامريكي- الاسرائيلي لاعادة ذات السيناريوهات مرة اخرى، نظرا للدروس التي استخلصها محور المقاومة من التجارب السابقة، عبر تحديد نقاط الضعف والقوة لديه، وكذلك رصد نقاط الضعف والقوة لدى العدو، واتخاذ وضع الاستعداد لمواجهة اي طارىء، وهذه الاستعدادات ستجعل اي مغامرة اخرى للثنائي ترامب ونتنياهو مكلفة جدا مادية بل وحتى سياسيا، في ظل الرفض العالمي للتوحش الاسرائيلي، والدعم الامريكي الاعمى له.

ترامب والعسكر في الكيان الاسرائيلي، باستثناء الارعن نتنياهو، باتوا على قناعة، ان من المستحيل تحقيق اهداف نتنياهو عبر الحروب لا في غزة ولا في ايران ولا في اليمن ولا لبنان ولا العراق، فالحرب لم تقض على حماس، ولم تحرر الاسرى، ولم تقتلع الفلسلطينيين من غزة ولم تردع اليمن ولم تصنع هوة بين حزب الله وحاضنته الشعبية في لبنان، وهذه الحقيقة هي التي كانت وراء انقلاب ترامب على مواقفه السابقة التي كانت متطابقة مع مواقف نتنياهو، وكان من الصعب التمييز بينها، ازاء التعامل مع غزة ومحور المقاومة.

وقف الحرب في غزة، والتوصل الى اتفاق مع حماس، دون اشتراط تسليم سلاحها، يؤكد حقيقة باتت تفرض نفسها على الجميع وهي ان المقاومة انتصرت وان نتنياهو هزم، فالكيان الاسرائيلي الذي كان يتبجح انه يمتلك جيشا لا يقهر، اكدت احداث العامين الماضيين، ان انه لا يملك مقومات البقاء دون امريكا، ويبدو ان هذه الحقيقة باتت تلقي بظلالها الثقيلة على الداخل الامريكي، الذي بات يستشعر ولاول مرة، حجم التكلفة الاقتصادية والسياسية والاخلاقية التي تدفعها امريكا بوقوفها الى جانب كيان متوحش قاتل للاطفال، وهو ما اعترف به الرئيس الامريكي ترامب وبشكل علني.

0% ...

آخرالاخبار

شاهد.. مراسل العالم: الاحتلال يواصل قصفه قطاع غزة


الرئيس الايراني يهنئ ملك ورئيس وزراء تايلاند باليوم الوطني


الادميرال إيراني يشيد بنجاح القوات البحرية في مناورة بريكس الدولية


دول أوروبية تقاطع يوروفيجن احتجاجا على قرار السماح بمشاركة الاحتلال


رسائل التصعيد الإسرائيلي وولادة التسوية اللبنانية داخل لجنة الميكانيزم


انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة


الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر