عالمكشوف

ماذا لو لم تحدث "طوفان الأقصى" ؟

الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥
١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش
بعد عامين على عملية طوفان الأقصى الزلزالية ماذا حققت المقاومة؟ وماذا حقق الشعب الفلسطيني؟ وهل كنا بحاجة لكل هذه التضحيات حتى نقول إن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة مجددا؟

بعد نصف قرن من حرب أكتوبر جاء 7 من أكتوبر الفلسطيني ليعيد كتابة التاريخ على نحو آخر.. في ذلك اليوم اخترق مقاومون من قطاع غزة أسطورة التحصين الإسرائيلي بجرأة مذهلة، فكانت عملية "طوفان الأقصى" عبورا معاكسا.. لا من جيوش نظامية بل من أبناء الحصار الذين اجتازوا الأسلاك والنيران يحملون في بنادقهم ذاكرة النكبة وإرادة الخلاص.

كانت الدوافع عميقة ومتراكمة.. 17 عاما من الحصار الخانق على غزة، واقتحامات يومية للمسجد الأقصى، وتصاعداً في جرائم الاستيطان، وآلاف الأسرى خلف القضبان، واحتلال يواصل اغتيال الحلم الفلسطيني.

كل ذلك جعل المقاومة ترى أن السكوت موت بطيء وأن الفعل وحده يعيد للقضية نبضها.. ومن رحم الاختراق انبثق الطوفان.. إنهارت مجددا أمام ذلك العبور أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. في ساعات قليلة تهاوت منظومة أمنية بنيت على الغرور والتكنولوجيا، جنود أسروا وقادة تاهوا بين الخوف والذهول، ومجتمع كامل استيقظ على هشاشة كيانه..كان ذلك اليوم صفعة على وجه الاحتلال وجرس إنذار لمن ظن أن القوة وحدها تصنع البقاء.

من ذلك اليوم تمددت الموجات.. فتحت جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق مسارات موازية للمعركة، تؤكد أن غزة لم تكن وحدها في الميدان، وفي الوقت نفسه ارتفعت حرارة المواجهة مع إيران، في مشهد جعل المنطقة بأسرها على حافة حرب كبرى.

لكن المفارقة أن هذا كله كشف تصدعات عميقة في الجبهة الإسرائيلية.. جيش مرتبك.. مجتمع منقسم.. واقتصاد يترنح تحت ثقل الحرب الطويلة.

أما بنيامين نتنياهو المتشبث بالسلطة وسط عواصف سياسية داخلية فقد جعل من الحرب طوق نجاته الأخير.

ومع مرور الوقت كشفت الحرب التي تلت الطوفان تصدعات أعمق في الداخل الصهيوني، ومع كل يوم جديد كانت صورة الكيان تتهاوى في الرأي العام الدولي.. ففي دراسة إجراها بيو ريسرتش سنتر خلال ربيع 2025 عبر مواطنو 20 من أصل 24 دولة عن نظرة سلبية تجاه كيان الاحتلال.

عامان مرا والعالم الذي صمت أولا يستيقظ.. العواصم التي باركت القصف باتت تسمع اليوم هدير الشوارع.. خرجت الملايين في مسيرات ضخمة تهتف لفلسطين وتدين الإبادة مطالبة بوقف الحرب ومحاسبة المجرمين.. تبدلت لغة الشارع العالمي وسقطت رواية الاحتلال في عيون شعوب لم تعد تقبل الصمت.

إنكشفت خديعة السلام وتهاوت أقنعة التطبيع وعاد السؤال الجوهري: من الذي يهدد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة؟

طوفان الأقصى لم يغرق غزة بل أغرق رواية كيان الاحتلال.. إنه طوفان الحقيقة الذي أعاد البوصلة إلى حيث بدأت الحكاية.. إلى الأقصى.. إلى الكرامة.. إلى فلسطين التي لا تموت.

واستضافت هذه الحلقة من برنامج "عالمكشوف" وزير العمل اللبناني السابق الدكتور مصطفى بيرم والذي أكد: نحن ما زلنا في خضم الحدث.. لكن إذا أردنا أن نأخذ مسافة قليلة ونرى سياقات الأمور.. لنقل وبافتراض عكسي أنه لو لم تحصل "طوفان الأقصى" لكان الإسرائيلي متوجهاً لتثبيت نفسه في المنطقة، ولتكريس شرعيته في العالم، ولإشاعة التطبيع في العالم بتغطية عربية إسلامية.. وبالتالي يصبح كيانا مشروعاً مزروعاً في هذه المنطقة مسيطراً عليها ممسكاً بقدراتها المنطقة، ويتم تبرئته بمفعول رجعي عن كل جرائمه التي قام بها تجاه الشعب الأصلي الفلسطيني.

وبشأن مدى مشروعية كيان الاحتلال قال: نحن نتكلم بعد 70 سنة من زراعة إسرائيل في هذه المنطقة.. هذه الثكنة المزروعة في بين ظهرانينا.. أين أصبحت شرعيتها العالميةوهي التي قامت على الصورة والدعاية ؟

وأضاف: العالم العربي والإسلامي للأسف فاقد للحيلة والقدرة إلا ما رحم ربي.. ولا يعول عليه.. بعد طوفان الأقصى كنا نظن أن الأنظمة العربية لا تتدخل وهي مطبعة أو على القليل أنها الضعيفة.. لكن من المفاجآت السلبية التي حدثت أن الشعب العربي لم يتفاعل ولم يخرج.. اليوم الشعب الغربي هو الذي خرج.. طبعا باستثناء قوى المقاومة في العالم العربي والإسلامي التي قامت بواجب الإسناد من الباب الأخلاقي والإيماني والوطني والإنساني وأيضا من باب المصلحة العسكرية رغم الأضرار التي تعرضنا لها.

وحول الثمن الذي قدمه الشعب الفلسطيني قال: لا يسأل المدافع عن الأثمان.. لا يسال ابن ستالينغراد هل كنا بحاجة لأن تتدمر كل ستالينغراد؟ لكن اليوم الكل يعرف أن الذي أسقط النازية والذي تلافى أضراراً أكبر كانت يمكن أن تقع هو انتصار ستالينغراد وهزيمة النازية في ستالينغراد.. لا يقال لامرأة تدافع عن بيتها وعن أطفالها في المنزل أنه تكسر كل المنزل، وخاصة عندما تقوم بعملية دفاع في تلك اللحظة لا تفكر ماذا سيتدمر.. بل أنت تفكر وجوديا.

وأضاف: الناس تحترم التضحيات.. الفطرة الإنسانية تحترم التضحيات.. لذلك بعد سنتين من طوفان الأقصى باتت المشروعية للمدافع وليست للقاتل الإسرائيلي الذي قام بحرب الإبادة، هل كنت تتخيل أنه لو لم تكن طوفان الأقصى سيعتلي نتنياهو منبر الأمم المتحدة ستغادر كل الوفود ويتكلم مع الكراسي الفارغة وتصفق له امرأته فقط.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران


سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة