وفي اليوم الرابع من وقف إطلاق النار، دخلت مركبات الصليب الأحمر إلى قطاع غزة، لتتسلم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين، في عملية نفَّذت على ثلاث مراحل، شمالًا ووسطًا وجنوبًا.
وفيما أكد الصليب الأحمر أن طواقمه بدأت بنقل الأسرى، أعلن الجيش الإسرائيلي تسلُّم سبعة منهم مع انطلاقة عملية تبادل الاسرى.
في المقابل، وقفت حافلات فلسطينية لنقل الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال إلى معبر كرم أبو سالم، ضمن عملية تشمل أكثر من الف وسبعمئة أسير فلسطيني، بينهم 250 محكومون بالمؤبد، إلى الضفة الغربية والقدس والخارج.
حركة حماس أكدت أنها فرضت شروطها في الصفقة بعد فشل تل ابيب في تحرير أسراها بالقوة، مشيرة إلى أن المقاومة بذلت كل الجهود لحماية الأسرى الإسرائيليين، بينما يتعرض الأسرى الفلسطينيون لأبشع الانتهاكات داخل السجون.
أما كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، فأعلنت التزامها الكامل بالاتفاق وجداوله الزمنية، واعتبرت الصفقة ثمرة صمود الشعب وثبات المقاومة، مؤكدة أن الاحتلال استعاد أسراه خاضعًا لشروط المقاومة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، عاشت عائلات الأسرى لحظات انتظار مشحونة، وسط تجمعات في ساحة الاسرى بتل أبيب لمتابعة تفاصيل تنفيذ الصفقة.
في غضون ذلك، أعلن المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية تحقيق تقدّم ملموس في الميدان، مؤكدًا توسيع نطاق عملياته الإنسانية لتشمل جميع مناطق القطاع.
مشهدٌ يطوي صفحة عامين من الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، لكنه يفتح صفحة جديدة من التساؤلات حول مستقبل غزة، وطبيعة وحقيقة ما وصفه الرئيس الاميركي بأنه سلام بدأ من اليوم. فهل سيتحقق؟