فرغم الدعم الأميركي غير المحدود بما في ذلك تزويده بأحدث منظومات الأسلحة والتقنيات العسكرية لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أية من غاياته الاستراتيجية وعلى رأسها القضاء على حركة حماس أو استعاده أسراه، وعلى العكس فقد تكبد خسائر بشرية كبيرة في صفوف جنوده، فيما تزايدت حالات الإحباط داخل المجتمع الإسرائيلي مع اتساع رقعة المعارضة الداخلية للحرب.
وفي كلمة له بالكنيست الإسرائيلي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "نحن نصنع أفضل الأسلحة في العالم وقد قدمنا العديد منها لإسرائيل.. نتنياهو كان يتصل بي مرارا ويطالب بشتى أنواع الأسلحة.. حتى أنه كان يطالب بأسلحة لم أكن أسمع بها من قبل.. وفعلا كنا نصنعها في الواقع، وأنتم أحسنتم استخدامها بافضل الطرق."
المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تفرض معادلتها على الأرض وفي الميدان السياسي على حد سواء، فصفقة التبادل الأخيرة جائت ثمرة صمود الشعب الفلسطيني وثبات المقاومة التي أرغمت الكيان المحتل على التفاوض بعد فشله في الحسم العسكري.
وأكدت حركة حماس أن اي حديث عن التخلي عن السلاح مرفوض تماما وأنها ماضية في نهجها حتى التحرير الكامل.
وعلى الصعيد الدولي تلقى الكيان الإسرائيلي المحتل ضربة قاسية في سمعته ومكانته السياسية، فقد حذرت تقارير إعلامية الغربية منها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية من ان الكيان المحتل ربح بعض المعارك لكنه يخسر العالم، مشيرة إلى أن استمرار عدوانه الوحشي أدى إلى عزلة حتى بين حلفائه التقليديين في الغرب.
كما شهدت منابر أكاديمية وإعلامية حول العالم تحولات واضحة في الرأي العام صالح القضية الفلسطينية ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتقارير إسرائيلية إلى ممارسة ضغوط على تل ابيب لوقف التصعيد.
النتيجة النهائية تكشف أن التفوق العسكري للكيان الإسرائيلي المحتل لم يترجم إلى إنجاز سياسي أو ميداني بينما نجحت المقاومة في قلب موازين المعادلة وفرض شروطها في المفاوضات.
وبينما يغرق الكيان المحتل في أزماته السياسية والدبلوماسية يخرج الفلسطينيون من هذه الجولة أكثر تماسكا وثقة بقدرتهم على فرض إرادتهم، لتسجل حرب غزة محطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..