في رام الله، الوجع والشفاء، العذاب والراحة، الفرح والغضب، الأمل واليأس، التهليل والتجهم، الاشتياق والنفور، وكل المتناقضات اجتمعت بين المئات بل الآلاف من الفلسطينيين، الذين جاؤوا لاستقبال أبنائهم الأسرى المفرج عنهم، رغم تهديد الاحتلال لهم بسوء العاقبة. بعضهم جاء متهللاً، فبدا عبوساً ودموعه أغرقت الأهداب حين لم يجد من جاء ساعياً له.
وقال أخ لأحد الاسری انه تلقی منذ 4 أيام اتصال من المخابرات الإسرائيلية، هددوه خلاله من أي احتفال، وسألوه عن المکان الذي سيقصده الاسير، بعد الافراج، ثم اتصل اخيه من السجن وأخبره بأنه سوف ينتقل الی سجن عوفر، ليتم الافراج عنه من هناک، وبعد يومين من الانتظار، تفاجأوا انه ليس مع الاسری الذين تم الافراج عنهم.
88 أسيراً فلسطينياً وصلوا إلى رام الله، غالبيتهم من المحكومين بالسجن مدى الحياة، عادوا إلى الحياة وما كانوا ليعودوا لولا المقاومة التي صمدت على مدار عامين في وجه الإبادة.
وقال الأسير المحرر زيد الجنيدي:" الحمد لله عدنا للحياة من جديد، فنحن خرجنا من القبور، والسجون هي قبور الأحياء؛ فخرجنا من السجون ورأينا وسعة الدنيا، والحمد لله رب العالمين، رأينا أهلنا وإخواننا وأبنائنا".
قد تكون الصفقة تجاوزت بعض الأسماء الكبيرة، وقد يكون البعض طواها بمنطق التراجع، لكنها الجولة من بين الجولات في حرب لم تنته بعد.
وقال رئيس هيئة الاسری السابق، قدورة فارس:"نستذكر ما يزيد عن 60 ألف شهيداً ارتقوا خلال حرب الإبادة الجماعية، نستذكر 10,000 أسير وأسيرة، من بينهم خيرة رموز كفاح الشعب الفلسطيني، الذين يعتصر قلوبنا الألم أنهم لم يكونوا جزءاً من هذه الصفقة".
في فلسطين، الفرحة والغصة تلتقيان في قلب واحد، لكنه ما زال ينبض بالحياة.