لم يتحدث ترامب عن أسباب معاناة الفلسطينيين ولا عن الأسرى الذين خرجوا مثقلين بآلام تعذيب سجون الاحتلال الاسرائيلي.. بل اكتفى بالحديث عما اسماه الحب الكبير بين عائلات الجنود الإسرائيليين متجاهلا عشرات آلاف الشهداء في غزة الذين سقطوا على يد هؤلاء الجنود أنفسهم.
قمة شرم الشيخ التي عقدت برئاسة دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة أكثر من 30 قائداً ومسؤولا إقليمياً ودولياً شهدت توقيع وثيقة لوقف إطلاق النار بين حماس وكيان الاحتلال بوساطة قطر ومصر وتركيا ورعاية أميركية. وفيما تجاهل ترامب التوصل الى حل جذري للصراع القائم اكتفى بدعوة دول جديدة للانضمام الى اتفاقات أبراهام والتطبيع مع الاحتلال.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة ولا نتحدث عن حل دولة واحدة أو دولتين. لقد نسقت في السابق مع بلدان أخرى بشأن شكل الحكم في غزة وأعتقد أن التوصل لاتفاق بشأن غزة جاء في توقيت مثالي.
أما السيسي فشدّد على أن حلّ الدولتين يبقى السبيل الوحيد لترسيخ الاستقرار، معلنًا أن مصر ستستضيف مؤتمرًا لاعادة إعمار غزة.
بدوره، أبدى أمير قطر تفاؤله بنتائج القمة، معربًا عن الأمل في تحقيق حل شامل وعادل. من جهته أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استعداد بلاده لنشر قوة دولية وتدريب قوات أمن فلسطينية. كما أكدت بريطانيا استعدادها للمشاركة في مراقبة الهدنة وإعادة الإعمار، بينما تدرس أستراليا إرسال قوات لحفظ السلام.
وشملت بنود الاتفاق وقف الحرب بشكل دائم، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة،إضافة إلى تشكيل إدارة فلسطينية انتقالية لإدارة شؤون القطاع.
وفيما خلصت القمة إلى فتح مسار جديد لإعمار غزة وتثبيت التهدئة، غير أن المراقبين حذروا من أن التركيز على السلام الاقتصادي الذي يفضله الرئيس الاميركي دون معالجة جذور القضية الفلسطينية قد يجعل الاتفاق هشًّا وقابلاً للانفجار مستقبلاً.