دخل البيت الأبيض كما يدخل الملوك مسارح السلطة، محاطا بالضجيج والغرور والنرجسية، كأنما نظر في مرآة التاريخ فلم يرى إلا وجهه.. ترامب ليس مجرد اسم بل هو ظاهرة ثقافية سياسية نفسية أيضاً تمشي على قدمين، تغرد بلا رقيب، وتتوعد بلا حساب.
في هذه الحلقة لا نبحث في السياسة فقط بل في الشخصية، لا نناقش القرارات بل منطق اتخاذها، نحاول أن نفهم هل أميركا تحكمها اليوم دولة أم هي رهينة شخص؟ هل النرجسية الترامبية هي خلل فردي أم هي انعكاس لخلل في منظومة بأكملها؟
التناقضات في السياسة أمر مألوف، لكن مع دونالد ترامب تصير التناقضات جوهراً لا استثناءً.. رجل أعمال يزعم محاربة النخبة، ملياردير يتحدث باسم المحرومين، ووطني متشدد لم يتردد في مهاجمة مؤسسات بلاده من الإعلام إلى القضاء.
نرجسيته لم تكن مجرد سمة شخصية بل أداة حكم.. يصنف الولاء له فوق الولاء للدستور، كل من يخالفة خائن أو فاشل أو عدو للشعب، في السياسة الخارجية ظهر التناقض أكثر فجاجة: يغازل الديكتاتوريين.. ويهاجم أقرب الحلفاء.. وينسحب من اتفاقيات وقعتها بلاده باسم أميركا أولا.. لكن الحقيقة ترامب أولا.. ولو على حساب هيبة الدولة.. يتفاخر بقرارات جريئة لكنها غالبا انعكاس لحاجة داخلية إلى الظهور والتفرد لا لرؤية استراتيجية متماسكة.
في المرآة التي يحملها ترامب يرى أميركا وجهه، وفي قراراته لا تقاس المصلحة الوطنية بل الصورة الذاتية: صورة زعيم لا الهزيمة ولا يرى غيره جديرا بالمجد.
وتناقش هذه الحلقة من البرنامج الموضوع مع ضيوفها د.علي فضل الله الأكاديمي والباحث السياسي ود.علي حمية المختص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، د.رولا عز الدين.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..