على مدار السنوات الماضية فرضت قيود كثيرة على بيع النفط الإيراني، بينها ما يعرف بقانون السفن، ورغم ذلك لم تحافظ إيران على مستوى إنتاجها فحسب بل تمكنت من رفع قدراتها الإنتاجية إلى مستويات غير مسبوقة.. جهود ترفع لها القبعة احتراماً لشعب لا تكسره العقوبات ولا يوقف تطوره الحصار.
أعلن وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد عن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز والنفط في حقل بازن جنوب محافظة فارس.. وأوضح الوزير أنا الحقل يحتوي على نحو عشرة آلاف مليار قدم مكعب من الغاز، ما يجعله قادراً على لعب دور محوري في سد فجوة الطاقة في البلاد خلال السنوات المقبلة.
وأشار الوزير إلى أن عمليات الاستكشاف في هذا الحقل توقفت لحوالي 8 سنوات قبل أن تستأنف مجدداً على البئر الثاني مؤخراً.
ويرى الخبراء أن هذا الاكتشاف يعطي لإيران مزيداً من القدرات الإقليمية في مللف الطاقة، مما يعزز موقعها التفاوضي سواء داخليا أو في علاقات الطاقة مع دول الجوار.
وعلى الرغم من الفرص الاقتصادية الكبيرة التي يفتحها إلا أن طريق الإنجاز التجاري له محفوف بالتحديات الاستثمارية والسياسية نظراً للحضر الغربي المفروض على إيران.. لكن يرى الخبراء أنه في حال التنفيذ الجيد يمكن أن يغير من واقع الطاقة المحلي الإيراني ويعزز من قدرات إيران الإقليمية.

وتستضيف هذه الحلقة من برنامج "أوراق القوة" المهندس محيي الدين جعفري مدير الاستكشاف شركة النفط الوطنية الإيرانية.. حيث أكد أن ايران تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث حجم احتياطي الغاز حيث تمتلك اكبر كمية من المصادر في منطقة الشرق الاوسط وتعتبر فيها اكبر دولة من حيث احتياطي الغاز، مضيفا ان هناك حوالي ثمانية بالمئة من احتياطيات الغاز العالمي في حقل بارس الجنوبي للغاز اي في مخزن واحد لدينا 8% من الغاز العالمي.
وأضاف جعفري: حدود 1200 تريليون قدم مكعب هو حجم الغاز المكتشف حاليا مما يجعل إيران ثاني اكبر مالك للغاز في العالم. من هذا الحجم يتم انتاج كمية يومية من حقول مختلفة حيث تاتي الغالبية العظمى من حقل بارس الجنوبي والذي يعتبر حقلا مشتركا مع دولة قطر، كما يتم انتاج الغاز ايضا من حقول البر الاخرى. نحن ننتج يوميا حوالي مليار متر مكعب من الغاز في الوقت ذاتة نحن نقوم بعمليات استكشاف في مناطق مختلفة من ايران ونعمل على تحديد مصادر النفط والغاز ليتم اضافتها كاحتياطيات لايران وهذه ستكون دعما للجمهورية الاسلامية للانتاج في المستقبل وتلبية الحاجة للاستهلاك الداخلي سواء المنزلي او الصناعي وكذلك لقطاع التصدير.
وقال: حقل بازن الغازي هو حقل تم اكتشافه في عام 2015 اي قبل ما يقرب 10 سنوات مضت. تم تقدير حجم الغاز فيه لكن بسبب المشاكل التي حدثت خلال عمليات حفر الابار لم تكن هناك امكانية لاستكمال عمليات الاستكشاف في ذلك الوقت وبعد حوالي ثمانية الى تسعة اعوام عدنا مجددا الى هذا الحقل وبدانا عمليات الاستكشاف واستكمال الحفر من خلال حفر بئر استكشافية ثانية. الحمد لله وبفضل الله قمنا بانجاز الجزء الاكبر من الحفر في العام الماضي وبدانا قبل حوالي ستة اشهر بعمليات الاختبار. قمنا بحفر حوالي 1300 متر اكثر من البئر الاولى وذهبنا الى طبقات اعمق مما اتاح لنا اثبات حجم غاز اكبر مقارنة بالفترة الاولى، كما اكتشفنا طبقتين جديدتين واحدة نفطية واخرى غازية. حجم الغاز المكتشف لدينا في حقل بازن في هذة المرحلة الثانية التي تحققت هذا العام يقارب 10 تريليونات قدم مكعب اي ما يعادل 10,000 مليار قدم مكعب اضافية لهذا الحقل.

وأشار جعفري: من ناحية النفط تمكنا من اكتشاف طبقة نفطية جديدة داخل هذا الحقل التي وفقا لاقل التقادير تحتوي على 200 مليون برميل من النفط مما يمثل اكتشافا ثانيا لنا في هذا الحقل والذي يمكن ان يساهم في انتاج النفط وكلاهما يمثلان موارد اقتصادية ضخمة للبلاد.
وأكد: حجم الغاز المكتشف والذي يبلغ 10,000 مليار قدم مكعب سيساهم في تلبية جزء من احتياجات البلاد وليس كل الاحتياج، لتبسيط هذا الحجم من الغاز للمشاهدين الكرام فان كل مرحلة قياسية في حقل بارس الجنوبي تنتج حاليا الغاز الحلو بمعدل مليار قدم مكعب يوميا، لذا فإن 10000 مليار قدم مكعب يمكن ان توفر لنا مع اعتبار معدل استخراج 70% ما يقارب 7000 مليار متر مكعب من الغاز مما يعني انه اذا قسمنا ذلك على المدة الزمنية وفقا لمرحلة قياسية فانه يمكن ان يمد البلاد بالغاز لمدة 7000 يوم بمعدل مليار قدم مكعب من الغاز يوميا. بالاضافة الى ذلك يمكن لهذا المليار قدم مكعب تلبية حجم الاستهلاك لاربع محافظات على الاقل. على سبيل المثال في خراسان الجنوبية حيث نعاني من انقطاع الغاز في ذروة الشتاء احيانا بسبب انخفاض ضغط الغاز وشدة برودة الطقس ويمكن ان يوفر هذا الحجم من الغاز احتياجات تلك المحافظة بالكامل بالاضافة الى ثلاث محافظات مماثلة وبالتالي يمكننا تامين استهلاك الغاز لاربع محافظات لمدة حوالي 19 عاما من هذا الحجم المكتشف حديثا.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..