على قدر أهداف الحرب تكون أثمانها، ولأنها معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس كما يسميها اليمنيون، فقربانٌ كسيد هاشم يليق بمثلها.
إنه الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس الهيئة العامة للأركان، الذي تداعى لتشييعه الشعب من كل محافظة ومنطقة، بعد إعلان استشهاده مع نجله وعدد من رفاقه في الجولة الأخيرة من الحرب، بغارة إسرائيلية، في تشييع شعبي ورسمي واسع، ممزوج بمشاعر الفخر وحزن الفراق.
وقال خطيب الجامع الكبير بصنعاء، حمدي زياد، لقناة العالم: "نودّع رجلًا عظيمًا عملاقًا من أبطال الإسلام، قاد المعركة اليمنية والقوات المسلحة في اليمن ضد الصهيونية العالمية وأتباعها بنجاح واقتدار".
وأكد أمين عام رئاسة الجمهورية، حسن أحمد شرف الدين، في حديث لقناة العالم: "إن رحيل هذا المجاهد القائد الكبير محمد عبد الكريم الغماري سيؤثر إيجابيًا على القوات المسلحة والجيش، وسيكون مُلهِمًا لأحرار العالم كافة".
الشهيد الغماري، الذي وُلد في محافظة حجة شمالي البلاد، انطلق من أول شبابه في المسيرة القرآنية مع المؤسس الأول لها، السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومن حينها لمع نجم السيد هاشم كقائد لمجموعات المجاهدين في مواجهة الحملات العسكرية على أبناء صعدة.
وأصبح رئيس هيئة الأركان، إلى معركة الإسناد اليمنية للمقاومة في غزة، التي كان هاشم رأس حربتها، فهو المعروف بسقف الانتصارات العالي والنصر الخفي. لم يقد تحولات القوات المسلحة فقط في التدريب والتأهيل والمواجهة، بل سعى للاكتفاء والتصنيع الحربي لكسر قيود الحصار، ومواصلة المشوار نحو الهدف الأول الذي ارتسم في جبال صعدة عام 2004.
لم يحضر هؤلاء الناس فقط لأداء واجب العزاء، إنما هي رحلة وفاء تليق بحجم هذه التضحية وقيمة أهداف المعركة. وهذا التشييع أول خطواتها؛ ففي هذا الوداع الكبير، لا تُطوى صفحة هاشم، بل ميلاد تاريخ جديد سينبثق فيه مئات الآلاف من الغماري الشهيد، بنفس همّته وإيمانه وإرادته.