خطوة تقول الحكومة أنها تهدف إلى حماية الأمن القومي من التهديدات الإرهابية على الحدود الجنوبية، لكنها فتحت الباب أمام مواجهة سياسية حادة بين السلطة الرسمية في أنقرة ومعارضيها في الداخل.
وقال قايم ألاجان وهو كاتب ومحلل سياسي :"تعارض أحزاب المعارضة إبقاء القوات في العراق ولبنان وسوريا وليبيا، وتحتج بأن هذا القرار سيجعل تركيا جزءاً من المصالح الإقليمية للولايات المتحدة و"إسرائيل"، وأن التدخلات العسكرية قد تزعزع استقرار المنطقة وتعرض تركيا للخطر. وتتبنى المعارضة موقفاً مناهضاً للإمبريالية يعطي الأولوية للسلام والدبلوماسية، مؤكدة على ضرورة حل المشكلات عبر التفاوض الدبلوماسي".
أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها الأحزاب الكردية، أعلنت رفضها القاطع للمذكرة، معتبرة إياها تدخلاً في شؤون دول أخرى ووسيلة لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وشهدت الجلسة البرلمانية مداخلات حادة تحت عنوان "كلا لمقترح أردوغان"، وسط اتهامات للحكومة بتحويل الجيش إلى أداة للسياسات الخارجية.
شاهد أيضا.. تركيا تمدد مهمة قواتها المسلحة في العراق وسوريا لـ3 سنوات
وقالت سيفدا كارجا وهي نائبة عن حزب العمال التركي: "هذه الاقتراحات تخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل الصهيونية. نحن كأعضاء برلمان في حزب العمال الكردي سنقوم بالتصويت بـ'لا' على مقترح الرئيس أردوغان الخاص بإبقاء قوات بلادنا في لبنان والعراق وسوريا. هذا موقفنا ولن نتراجع عنه."
يرى مراقبون أن هذا الجدل يتزامن مع مرحلة إقليمية شديدة الحساسية، حيث تتداخل الملفات العراقية والسورية واللبنانية في حسابات أنقرة الأمنية.
وبين تأكيد الحكومة على أهمية حماية أمن الحدود وتحذيرات المعارضة من توريط البلاد في حروب الآخرين، يبقى القرار النهائي بيد البرلمان التركي.
إن قرار الرئيس أردوغان بتمديد بقاء القوات التركية في العراق وسوريا ولبنان لثلاث سنوات إضافية أشعل جدلاً سياسياً واسعاً داخل البرلمان التركي، بين من يراه ضرورة لحماية الأمن القومي ومن يعتبره انخراطاً في صراعات إقليمية. ويبقى هذا القرار اختباراً جديداً لدور أنقرة في محيط مشتعل بالصراعات.
التفاصيل في الفيديو المرفق..