خطاب تحذيري وجهته وزارة الدفاع التركي لقوات سوريا الديمقراطية والتي تعرف باسم قسد، دعتها فيه إلى الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات قد تضر بوحدة البلاد، مشيرة إلى أن أنقرة تتابع عن كثب مسار مفاوضات الدمج بين الجانبين. واضافت الوزارة أن على قسد الالتزام الكامل بعملية الدمج والتخلي عن أي خطوات من شأنها تقويض وحدة سوريا وسلامة أراضيها. وأضاف أن التعاون بين أنقرة ودمشق يتواصل في مجالات التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية السورية. هذه التصريحات تأتي في خضم المفاوضات بين دمشق وقسد بخصوص اندماج الاخيرة ضمن قوات الجيش السوري الجديد.
التحذيرات التركية ليست جديدة؛ فالرئيس رجب طيب أردوغان كان قد وجّه الأسبوع الماضي إنذارًا مماثلاً لقسد داعيًا إياها إلى التصرف بعقلانية والانخراط في صفوف الجيش السوري الجديد. ومحذرًا من الاستمرار في الطرق الخاطئة التي تخدم أعداء سوريا والمنطقة. وتأتي هذه المواقف في وقت تواصل فيه دمشق وقسد مفاوضاتهما لتنفيذ الاتفاق الذي أُبرم في اذار - مارس الماضي، ونصّ على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، وضمان الحقوق الدستورية للأكراد وعودة النازحين. لكن المفاوضات ما تزال تصطدم بعقبات، أبرزها تمسّك الإدارة الذاتية بخصوصية قواتها داخل الجيش، ورفض الحكومة السورية الانتقالية أي صيغة لا مركزية للحكم.
هذه التطورات تأتي بعد أن صادق البرلمان التركي أمس على تمديد مهام القوات العسكرية التركية في العراق وسوريا لثلاث سنوات إضافية، بحجة مواجهة التهديدات الإرهابية وضمان الأمن القومي. وبينما تراقب أنقرة عن كثب تطورات المشهد السوري، تبقى الأنظار متجهة إلى نتائج المفاوضات بين دمشق وقسد، والتي قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في خريطة النفوذ داخل سوريا.