فقد دفع اليمن الكثير من التضحيات، وتعرض للكثير من الاستهدافات، وليس بجديد أن يكون أيضاً من يدفع القادة الشهداء في هذه الجبهة، واللواء محمد الغماري رئيس الأركان للقوات المسلحة اليمنية إرتقى شهيداً على طريق القدس.
هو ذا اليمن على ذات الشوكة وطريق القدس، يودع رئيس أركان جيشه، يرفض التنازل عن صدارته لإسناد غزة حين تكون القضية فلسطين، وأن دماء كبار قيادات الجيش والحكومة ترخص في سبيل الله.
تشيع مهيب على المستوى الرسمي والشعبي في اليمن، وطبعاً هذه الجموع المليونية كانت بحد ذاتها رسالة واضحة من الشعب اليمني ومن القيادة اليمنية بان اليمن لازال على مواقفه ولازال على مبادئه في موضوع إسناد غزة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
هذا التشيع المهيب له أيضاً رسالة أخرى تتعلق بالشخص القائد الذي استشهد وهو محمد الغماري.. فمحمد الغماري الذي آل على نفسه منذ أن أعلن اليمن جبهة الإسناد إلى أنه لن يتراجع حتى يكون شهيداً على طريق غزة.
وكان الشهيد الغماري قد قال في خطاب له "العدو هو يجهز ويجمع، ونحن نفس الشيء، علينا أن نتحرك في فاعلية أكبر".. الغماري المبادئ في رجل.. والقيم في قائد.. وجه الإسناد اليمني وقبلها سند الجبهات لسنوات، أدار الاركان في بأس الحرب وقحط الحصار، خسر العرب لا اليمن عظيماً لو كانوا يفقهون.
الغماري لم يكن قائداً عسكرياً أو رئيساً للأركان فحسب، بل كان رجل المبادئ والقيم، رجل آل على نفسه إلا أن يكون في الصدارة.. إلا أن يكون في الطليعة.. فهو الذي قاد جبهة الإسناد، وهو الذي أبلى البلاء الحسن.. مواقفه وأفعاله تدل على ما فعله، وهذا الرجل الذي حول اليمن إلى رقم صعب على المستوى الإقليمي وفي المعادلة الإقليمية يكفي أنه استطاع أن يقفل وأن يغلق ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة أو ما يسمى عند الكيان الإسرائيلي بميناء إيلات.
هذا الرجل أيضاً هو الذي جعل اليمن رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، فهو الذي عطل ميناء أم الرشراش بقيادته وحنكته، وهو الذي استطاع أن يوصل الصواريخ المجنحة والصواريخ الفرط صوتية إلى عمق الكيان الإسرائيلي متجاوزةً أنظمته الدفاعية، كما أنه الذي لقن العدو الأميركي في البحر الأحمر دروساً قاسية جعلها تولي هاربة وتعترف بعجزها أمام المقاتل اليمني، الذي وصفه الرئيس الأميركي بأنه مقاتل شرس.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..