ولفت الباحث في العلاقات الدولية الدكتور علي مطر أن المفارقة في ما يحصل الآن هو أن الغارات التي حصلت في البقاع اللبناني كانت على وقع زيارة رئيس الميكانيزم إلى الرؤساء الثلاث، وهذا بحد ذاته وفي ظل هذه الزيارة يعتبر خرقا للاتفاق، والذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية، مضيفا: لكن لولا ضوء أخضر أميركي لما حصل هذا الاعتداء، والذي هو يتكرر اليوم أيضاً، وهو يأتي على وقع ما صرح به توم براك بأكثر من تصريح في هذا الأسبوع حيث هدد لبنان باستخدام القوة الإسرائيلية إذا لم تذهب الحكومة اللبنانية إلى مسألة "حصرية السلاح".
وأكد أن: الرسالة هي الضغط على لبنان والدولة اللبنانية بشكل واضح وعلى بيئة المقاومة من أجل مسارعة الدولة إلى "حصرية السلاح" وذلك يحصل بشكل واضح أيضاً تحت الأعين الأميركية، بحيث أن من المتوقع الآن أن يكون هناك خنق أميركي أو محاولة حصار أميركية للضغط أكثر، خاصة أنه بعد الاتفاق في غزة يريد ترامب الآن تكبيق فكرة "صناعة السلام" ولو بالقوة، وبالتالي هو يعطي إسرائيل أيضاً إمكانية الضغط عسكريا للقول للدولة اللبنانية أنك إذا لم تتحركي فإن البديل سيكون العدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أن: هناك مجموعة مؤشرات تؤكد أننا لسنا أمام حرب شاملة، ربما سنكون أمام تصعيد، بمعنى أنه إذا رجعنا إلى كيفية قراءة المؤشرات التي يمكن من خلالها التحليل الموضوعي لما يحصل.. يمكن القول إننا أمام تصعيد وأن الإسرائيلي سيستمر في هذا التصعيد خلال هذه الأشهر وأن هذا التصعيد يمكن أن يطال أكثر من منطقة وأن يتوسع، مع إمكانية أن يكون هناك تطور دراماتيكي يتعلق إما بضربة كبيرة واما باغتيال، هذا يمكن أن يعقد المشهد أكثر.
وأشار إلى أنه: نعرف أنه أي حرب لا يمكن أن تحسم إلا من خلال دخول بري.. وهنا السؤال أن الإسرائيلي هل هو الآن في معرض الذهاب إلى هجوم بري؟ وهل هو في معرض العمل مع المقاومة حاليا دون أن يكون قد حسم النتائج كاملة؟.. هذه أسئلة تطرح وبالتالي تستبعد إمكانية حصول هجوم أو اجتياح بري، يعني أننا سنبقى بهذه الوتيرة الموجودة مع بعض التصعيد، دون أن يتفلت الموضوع، نتيجة أن الأميركي هل يمكنه أن يضبط جماح ويلجم الإسرائيلي من النزول إلى هذه الحرب.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..