سافايا، استعار العبارة الترامبية كأن "العظمة" مشروع قابل للتصدير أو علامةٌ تجارية مسجلة باسم البيت الأبيض.
المبعوث الذي تحدث عن "السلام والاستقرار وبناء جسور متينة مع الولايات المتحدة" تجاهل في المقابل أن تلك الجسور نفسها كانت لعقودٍ معابر للجنود والطائرات الأميركية التي أحرقت الأرض العراقية تحت شعار "التحرير".
وإذا كان ترامب، الذي يهوى المفاجآت، قد قرر تعيين مبعوثٍ خاص إلى العراق ليعيد إنتاج نفوذه في المنطقة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أي عراقٍ يريد ترامب أن يجعله "عظيما"؟
ربما نسي ترامب ومبعوثه أن العظمة لا تُمنح بمرسومٍ من واشنطن، بل تُبنى بإرادة العراقيين أنفسهم، بعيدا عن شعارات مستوردة لم تخلف سوى الرماد.
يبدو أن شعار "لنجعل أميركا عظيمة" تحول اليوم إلى مسرحٍ للتهكم، لا سيما حين يُستخدم لتجميل وجه السياسات نفسها التي جعلت العراق ساحة اختبار لأوهام تلك "العظمة".
تعود أصول سافايا إلى العراق حيث ينتمي إلى الطائفة المسيحية الكلدانية ويشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ليف أند بد" لمنتجات القنب.
كذلك لعب سافايا دورا كبيرا في حملة ترامب الانتخابية في ولاية ميشيغن حيث ساهم في حصد أصوات المسلمين لصالح ترامب.
ولكن عدم وجود خبرة سياسية لسافايا دفعت الكثيرون للتساؤل عن أسباب اختيار ترامب له وصلاحيته للقيام بهذا الدور.