تتسارع وتيرة الحرب في السودان مع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تشهد مدينة الفاشر في شمال دارفور معارك ضارية تعد من الأعنف منذ بدء القتال قبل أكثر من عام ونصف.
قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها على مواقع استراتيجية في قلب الفاشر، من بينها مقر والي الولاية ومتحف السلطان علي دينار وبنك السودان المركزي، وقالت إنها باتت على مقربة من مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش.
الجيش السوداني من جانبه أكد صدّ الهجوم على الفاشر من خمسة محاور، متحدثًا عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وتخضع المدينة منذ مايو/أيار الماضي لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد المدنيين وعمليات الإغاثة في الإقليم.
وفي تطور ميداني آخر، دمرت طائرات مسيّرة للجيش طائرة شحن بمطار نيالا كانت تحمل إمدادات لقوات الدعم السريع، بينما تعرضت مدينة بارا في شمال كردفان لهجوم من أكثر من محور، أدى إلى انقطاع الاتصالات وتبادل القصف المدفعي بين الجانبين.
كما أعلن الجيش إسقاط خمس مسيّرات انقضاضية حاولت استهداف مطار الخرطوم ومنشآت مدنية، إضافة إلى إسقاط مسيّرات أخرى في ولايتي سنجة وسنار كانت تستهدف محطة كهرباء ومنشآت حيوية.
وفي خضم التصعيد الميداني، وصل وفد سوداني إلى واشنطن برئاسة وزير الخارجية محيي الدين سالم لمناقشة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الوفد سيعرض رؤية الجيش لإنهاء الحرب، في وقت نفى فيه مجلس السيادة الانتقالي وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قوات الدعم السريع، مؤكداً التزامه بالحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها.
لكن المراقبين يرون أن حرب المسيّرات المتصاعدة تنذر بتعقيد أي مسار سياسي، خاصة مع تبادل الاتهامات بين الطرفين باستهداف منشآت مدنية، وتزايد أعداد النازحين التي تجاوزت 15 مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وبينما تتراجع فرص التسوية، يدفع المدنيون ثمن حرب بلا أفق، تلتهم المدن وتعمّق جراح السودان يوماً بعد يوم.
التفاصيل في الفيديو المرفق..