وظن ملايين المتابعين على وسائل التواصل أن الرجل الغامض كان "محققاً فرنسياً سرياً" يحقق في الجريمة الأشهر هذا العام، مشابهًا لشخصية المحقق الخيالية من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، "شرلوك هولمز".
هذا والقصة بدأت عندما كان المصور الفرنسي "تيبو كامو" يوثق تطويق الشرطة لمداخل المتحف، عقب عملية السطو التي جرت في وضح النهار يوم الأحد 19 أكتوبر 2025.
وخلال لحظات، لفت انتباهه رجل يسير بهدوء بالقرب من سيارات الشرطة، مرتديا معطفا أنيقا وربطة عنق داكنة وقبعة "فيدورا" كلاسيكية أعادت إلى الأذهان أجواء أفلام الأربعينيات البوليسية.
يقول كامو "لم أفكر كثيراً، ضغطت زر الكاميرا بشكل غريزي، كان المشهد يبدو عادياً للوهلة الأولى، ولم أدرك أن الصورة ستثير كل هذا الجدل."
لكن ما إن نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الصورة حتى اجتاحت مواقع التواصل موجة من التكهنات والتعليقات الساخرة، إذ أطلق عليه المستخدمون لقب "المفتش كلوزو" – في إشارة إلى المحقق الكوميدي الشهير في سلسلة أفلام The Pink Panther – معتبرين أن ملامحه وطريقته في السير توحيان بأنه ضابط شرطة حقيقي يعمل على القضية.
إحدى التغريدات على منصة إكس، والتي حصدت أكثر من 5.6 مليون مشاهدة، علقت قائلة:
"صورة حقيقية (وليست من إنتاج الذكاء الاصطناعي!) لمحقق فرنسي يحقق في سرقة مجوهرات التاج من متحف اللوفر."
بينما كتب مستخدم آخر، يتابعه أكثر من 1.2 مليون شخص:
"هذا الرجل يبدو وكأنه خرج من فيلم تحريات قديم… الأناقة والجدية نفسها."
ومع تصاعد الجدل، حاولت بعض وسائل الإعلام التواصل مع المصور كامو لتأكيد هوية الرجل، إلا أنه نفى أن يكون محققاً، قائلاً: “الرجل لم يكن سوى أحد المارة الذين غادروا المنطقة أثناء الإخلاء الأمني. رأيته، التقطت الصورة، ثم اختفى.”
أما السلطات الفرنسية، فاختارت الصمت. إذ اكتفى مكتب الادعاء العام في باريس برد مقتضب وساخر على استفسارات الصحفيين جاء فيه:
"نفضل أن نُبقي الغموض قائماً".
هذا الغموض زاد من سحر الصورة، ليصبح "الرجل المجهول" رمزاً جديداً في خيال الإنترنت، تماماً كما تحول "الموناليزا" – التي يحتضنها المتحف نفسه – إلى أيقونة غامضة قبل قرون.
ولا تزال التحقيقات في سرقة مجوهرات التاج الفرنسي جارية وسط تكتم رسمي شديد، بينما تواصل الشرطة تحليل التسجيلات وكاميرات المراقبة في محيط متحف اللوفر، في واحدة من أكثر القضايا غموضاً في تاريخ العاصمة الفرنسية.