في محاولة لفرض واقع ميداني جديد قبل أي اتفاق محتمل في واشنطن، اعلنت قوات الدعم السريع استعادة سيطرتها الكاملة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وذلك عقب مواجهات عنيفة خاضتها ضد الجيش السوداني وحلفائه تمكنت فيها وحدات الجيش في البداية من صد الهجوم، قبل أن تعاود قوات الدعم التقدم وتشن هجوما مضاداً.
وجاء الاعلان عبر بيان رسمي صادر عن الناطق باسم قوات الدعم، أكد فيه ان العملية العسكرية نفذت من عدة محاور، واسفرت عن استعادة المدينة، اضافة الى الاستيلاء على كميات من الاسلحة والذخائر. واشار البيان الى ان قوات الدعم السريع تواصل ملاحقة الوحدات المنسحبة التابعة للجيش. كما اعلن مستشار قائد قوات الدعم باشا طبيق ايضاً السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر.
وما يترك المشهد مفتوحاً على احتمالات متعددة هو عدم صدور أي تعليق رسمي بشأن سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا، الا ان مصدراً عسكرياً أكد تدمير مسيرات الجيش لمركبات الدعم السريع كانت تخطط لمهاجمة مدينة بارا.
في غضون ذلك اعلن الجيش صد هجوم واسع للدعم السريع على الفاشر من خمسة محاور. كما أعلنت الفرقة السادسة مشاة تكبيد القوات المهاجمة خسائر في الارواح والعتاد، واضافت ان هجوم الدعم السريع سبقه قصف مكثف بالمدفعية الثقيلة قبل ان تعاود قوات الدعم الهجوم مرة أخرى من المحور الغربي ليصد الجيش الهجوم بحزم.
ويأتي هذا التصعيد رغم مساع دولية جارية لايجاد حل للصراع اذ التقى ممثلون عن امريكا والسعودية والامارات ومصر في واشنطن مع وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بهدف التوصل الى هدنة. واكد مسؤول امريكي ان الاجتماع يهدف الى تثبيت هدنة انسانية على مستوى البلاد لمدة ثلاثة أشهر واطلاق عملية سياسية شاملة بالاضافة الى السماح بوصول المساعدات الانسانية الى المدنيين الذين يعانون من وضع انساني خطير.