ومنذ بدء دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، تواصل "إسرائيل" وضع الحواجز والعراقيل أمام إدخال المساعدات التي تراوح مكانها وتنتظر على بوابات المعابر، للسماح لها بالدخول، لإنقاذ حياة المواطنين الذين يعانون الجوع جراء الحرب والحصار.
وينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة، لكن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً منذ بدء وقف إطلاق النار لا يتجاوز 89 شاحنة فقط.
في وقت يؤكد فيه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية أن الاحتياج المطلوب لتأمين الحد الأدنى من الأمن الغذائي هو 62 ألف طن شهرياً من الطعام، ولم يدخل بطبيعة الحال وفقاً للأرقام المذكورة من قلب ميدان العمل الإغاثي على الأرض.
ومنذ بدء دخول المساعدات، يعاني المواطنون من عدم إدخال العديد من السلع والأصناف الهامة بشكل نهائي، فيما يدخل أصناف أخرى بكميات محدودة لا يكاد يشعر بها المواطن، لكن أبرز الأصناف التي لم تدخل للقطاع بعد ويحتاجها المواطنون في ظل سوء التغذية التي يعاني منها هو بيض المائدة.
وقد أكد د. إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، أن استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" في منع أو تعطيل دخول المواد الغذائية الأساسية إلى قطاع غزة، ومن بينها (بيض المائدة)، لا يمكن تفسيره باعتباره مجرد خلل لوجستي أو فني، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تستهدف تقويض الأمن الغذائي وتعريض صحة المدنيين للخطر.
وأوضح في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذا الإجراء يأتي في سياق ما يمكن وصفه بسياسة هندسة التجويع، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى تعميق الأزمة الإنسانية وحرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة اليومية.
وبين د. الثوابتة أن المنظمات الدولية المختلفة وثّقت في تقاريرها عدداً من حالات الرفض والمماطلة المتكرّرة في اعتماد شحنات ومورّدين، وهو ما أدّى إلى نفاد البروتينات الأساسية وارتفاع معدلات سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والفئات الضعيفة والهشّة التي تحتاج لمثل هذه السلع بشكل أساسي ورئيسي.
اقرأ وتابع وشاهد المزيد:
وأكد ضرورة رفع جميع القيود الإدارية والأمنية التعسفية فوراً، وفتح المعابر بشكل كامل ودائم أمام المواد الغذائية واحتياجات الطوارئ دون تأخير، ووقف استخدام الغذاء كأداة للابتزاز السياسي والاقتصادي ضد السكان المدنيين في قطاع غزة.
كما أشار د. الثوابتة، إلى أن ما يُعرف بـ"التنسيقات" الخاصة بدخول الشاحنات، والتي يشرف عليها جيش الاحتلال والمنسق "الإسرائيلي"، تمثل شكلاً فاضحاً من أشكال الابتزاز المالي؛ إذ طُلب في أكثر من مناسبة دفع مبالغ باهظة تصل إلى 2.5 مليون شيكل لكل شاحنة واحدة من بيض المائدة، وهو ما يشكل جريمة أخلاقية وإنسانية مرفوضة بكل المقاييس.
ولازال الأطفال في قطاع غزة يعانون جراء سوء التغذية نظراً لنقص في أصناف وسلع هامة، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار تداعيات العدوان الإسرائيلي، الذي استمر لعامين، خاصةً فئة الأطفال الذين واجهوا أوضاعا غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية والحرمان من الرعاية الصحية الأساسية.
بدوره، وصف المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت المجدلاوي واقع الأطفال في غزة بأنه "مؤلم إلى حد يفوق التصور"، مؤكدا أن الأرقام المسجلة تعكس حجما مرعبا من الانتهاكات التي طالت الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني.
وبيّن المجدلاوي أن 154 طفلا توفوا في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية، في حين يخضع أكثر من 51 ألف طفل للعلاج في المراكز الصحية والمستشفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ونقص الغذاء.
المصدر: فلسطين اليوم