مصادر رسمية قالت أن لبنان وافق على مبدأ التفاوض، لكن ضمن شروط واضحة أبرزها وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب من النقاط المحتلة التي ارتفع عددها إلى ثمانية، وتحرير الأسرى، وإعادة إعمار قرى الجنوب المتضررة.كما شددت بيروت على أنها لا تمانع توسيع لجنة الميكانيزم لتضم خبراء ومدنيين تقنيين، لا سياسيين، وبما يتناسب مع حاجات الجيش اللبناني الذي يتولى التفاوض.
عضو المجلس السياسي في حزب الله، الوزير السابق محمود قماطي، قال أن المعادلة التي يحاول العدو فرضها على لبنان لن تستمر وستتغير، مشيرا إلى أن لبنان والحزب لن يقبل أن يبقى العدوان فوق أرضيه، ودعا الدولة للوفاء بالتزاماتها بتحرير الأرض والأسرى ووقف الاستباحة، مؤكدا تمسك حزب الله بالسلاح واستعداده للتعاون داخليا شرط احترام الاتفاق.
في المقابل، تصر الولايات المتحدة على تسريع جمع السلاح من مختلف المناطق اللبنانية وليس الجنوب فقط، والذهاب نحو مفاوضات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي، وهي ضغوط ظهر جانب منها في تصريحات المبعوث الأميركي توماس براك الذي اعتبر أن الجيش اللبناني يعاني من ضعف في الموارد، زاعما أن القصف الإسرائيلي اليومي يأتي بسبب بقاء السلاح في الجنوب.
شاهد أيضا.. إحتمالات المواجهة العسكرية في لبنان
ميدانيا، جاء الرد الإسرائيلي بطريقة هستيرية، إذ كثفت تل أبيب غاراتها، واستهدفت سيارة في الجنوب ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، فيما أعلن جيش الاحتلال اغتيال عناصر من حزب الله. وترافق التصعيد العسكري مع تهديدات مباشرة على لسان رئيس الوزراء ووزير الحرب الإسرائيليين، شملت التلويح بضرب العمق اللبناني إذا لم ينزع سلاح الحزب.
قوات اليونيفيل كانت قد كشفت في وقت سابق أن خروقات العدائية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى نحو تسعة ألاف وأربعمائة. وأكدت في تقريرها أن الوضع هش ويتطلب تجنب أي تصعيد إضافي، محذرة من أن استمرار الانتهاكات يهدد بتقويض التقدم نحو الاستقرار.
ويرى مراقبون أن المشهد لا يزال ضبابيا، وأن بدء المفاوضات الأمنية يتطلب خطوة عملية من الكيان الإسرائيلي تثبت الالتزام بوقف النار، قبل الانتقال إلى الملفات الحدودية.
وفي ظل التجاذبات الداخلية حول شكل التفاوض، تبدو وحدة الموقف اللبناني عنصرا حاسما لمنع إضعاف شروط بيروت في أي تسوية مقبلة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...