تتطرق هذه الحلقة من البرنامج إلى ملفات عديدة.. وفي أولى هذه الملفات نناقش التصعيد الإسرائيلي الجديد والمتزايد على لبنان، وفي هذا الملف سنناقش التصعيد السياسي والتهديدات الإسرائيلية مؤخرا باتجاه الحكومة اللبنانية وباتجاه بيروت، وكذلك سنناقش التصعيد العسكري وتزايد الهجمات والغارات على الداخل اللبناني.
وفي الملف الثاني نناقش احتماليات المواجهة العسكرية مع لبنان.. هل التهديدات هي مجرد تهديدات أميركية وإسرائيلية تصب في خانة الضغط الأميركي والإسرائيلي على لبنان؟ أم أنها ستتدحرج باتجاه مواجهة عسكرية مفتوحة.
وفي الملف الثالث وملف القدرات العسكرية لمحور المقاومة لدينا مسيرة شاهد 136 الإيرانية والتي تحاول كل دول العالم تقليدها وفق ما صرحت به صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وفي ملف رصد لدينا معتقل سيء الصيت والسمعة وهو معتقل سدي تيمان الإسرائيلي، والذي يتعرض فيه الأسرى الفلسطينيون لكل أشكال التعذيب والانتهاكات والاعتداءات الجسدية والجنسية.
العدوان الإسرائيلي مستمر على لبنان، وهناك سيناريوهات كثيرة مطروحة.. كما تعلمون أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار عقد بين لبنان وبين الكيان الإسرائيلي وبناء على ذلك كان من الواجب أن يتم الانسحاب من الأراضي اللبنانية في الجنوب ويتم وقف الانتهاكات من قبل الكيان الإسرائيلي.. لكن ذلك لم يحصل واستمرت هذه الاعتداءات حتى الآن.
وبجانب ذلك كانت هناك مفاوضات برعاية مبعوثين من قبل الولايات المتحدة الأميركية، سواء أورتاغوس أو توم براك للبنان، يريدون من لبنان فقط أن ينفذ ما وافق عليه في الاتفاق لكن الجانب الآخر لم يتطرقوا إلى ما الذي يجب أن ينفذه ولماذا حتى الآن مستمر في الاختراق، وحتى الكيان الإسرائيلي لم يتحدث أصلا سواء في الإعلام العبري أو المحللين أو السياسيين أنه يقوم بالخرق وكأن ذلك شيء طبيعي، وهم يريدون تصدير فكرة أنهم هم المنتصرون رغم أنهم لم يستطيعوا الدخول إلى الجنوب اللبناني والنفوذ البري والتوغل البري فيه.

صحيفة هاآرتس الإسرائيلية نقلا عن توم براك قالت إن مسألة نزع سلاح حزب الله مسألة غير واقعية لأنه لا يمكن القيام بذلك، لذلك تقوم الولايات المتحدة بناء على طلبات إسرائيلية بالضغط على لبنان لنزع السلاح، وهناك أكثر من خرق حصل، بزعم أن الحزب يمتلك أسلحة في هذه المنطقة، أو أنه يعيد بناء نفسه، ورغم أن الجيش اللبناني يقول إنه حتى الآن سبب خرق الاتفاق هو الإسرائيلي لأنه لم ينفذ ما يجب أن يقوم به.
الحكومة اللبنانية على لسان الرئيس اللبناني قالت إن الطرف الآخر يجب أن ينفذ ما يقوم به، وأعطى الأمر للجيش اللبناني أن يقوم بالتصدي لأي محاولة عدوان.
لكن البعض يربط الآن بين الحملات الأخيرة على الجنوب اللبناني وبين أن هناك سفر لرئيس السلطة الانتقالية في سوريا أبومحمد الجولاني إلى الولايات المتحدة، و يقال إن من المقرر أن يتم إمضاء تطبيع سوري مع إسرائيل، وأن هناك رغبة للولايات المتحدة أن تجعل منطقة في الجنوب يقوم مجلس مدني إسرائيلي لبناني بحكم هذه المنطقة حتى يبعد حزب الله.
هذه الأقاويل كثيرة.. لكن ما نجده أنه الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية والمقاومة يؤكدون على أن هناك انتهاك من قبل الإسرائيلي.. وأنه يجب أن يتم وقف هذا الانتهاك.
لا شك أن لبنان يخوض اليوم مواجهة دبلوماسية خطيرة في المشهد السياسي، وهو اليوم أمام احتمالين أحلاهما مراً.. وهو إما سحب سلاح حزب الله ونزع هذا السلاح بالقوة نتيجة الضغوط الخارجية، وهذا يضعه أمام حرب داخلية في الداخل اللبناني، أو أن لا يستطيع نزع سلاح حزب الله وبالتالي تتدحرج الأمور في لبنان باتجاه مواجهة عسكرية.
وبهذا الشأن لفت الخبير العسكري الفريق الركن عبد الكريم خلف أن: لبنان هو المتنفس الوحيد الآن لنتنياهو للاستمرار بالحكم، ولهذا هو الآن يخلق كل الذرائع ووجه الجيش بالاستعداد للقيام بعمليات الاغتيال.. اغتيالات تكاد تكون يومية، وضرب أهداف حيوية لحزب الله.
وأضاف أن: حزب الله هو بكامل الاستعداد شمال منطقة الليطاني.. تخلى عن جنوب الليطاني وهي مساحة بين 5 إلى 7 كيلومتر، واستراتيجية الحزب بنيت على عدد من النقاط، منها أنه سلم الأمر والدفاع اللبناني إلى الحكومة اللبنانية لبيان مدى قدرته على التحمل في ضوء ما جاء به مبعوث الرئاسة الأميركية إلى لبنان، ولم يتدخل في هذا الشأن.
وبين أن حزب الله أوكل المهمة للحكومة لأنه يعتقد بأن هذه الجهات الحكومية والسياسية في لبنان ستعجز عن إيقاف التهور الكبير لنتنياهو وجيشه في الاستمرار في الاعتداء على لبنان وربما القيام بخطوة متقدمة وهي الدخول إلى بعض مناطق الجنوب، وهذا الذي يحصل الآن من خلال جميع المؤشرات.
مسيرة شاهد الايرانية، سلاح الحسم في الحروب الحديثة
أكد الفريق الركن عبدالكريم خلف، أن الطائرات المسيرة، وتحديداً طراز "شاهد" ومشتقاته، قد أصبحت تمثل حجر الزاوية في العقيدة العسكرية الحديثة، مشيراً إلى أن قيمتها التكتيكية تفوق بكثير تكلفتها المادية، وهو ما يمثل ثورة حقيقية في ساحات القتال المعاصرة.
"شاهد" تخلط أوراق الحرب الحديثة..
لقد تجاوزت المسيرات دورها التقليدي كأدوات استطلاع بسيطة لتصبح منصات هجومية ذات قدرات تدميرية هائلة، مدعومة بمرونة تشغيلية واستراتيجية اقتصادية تجعلها الخيار المفضل في الصراعات ذات الكثافة العالية.
الكلفة مقابل التدمير: معادلة "شاهد" المنتصرة
أوضح خلف أن المقارنة بين تكلفة المسيرة وقيمة الهدف الذي تدمره هي العامل الحاسم في أهميتها الاستراتيجية. هذه المعادلة الاقتصادية هي ما يمنح هذه الأسلحة ميزة تنافسية غير مسبوقة على النظم الدفاعية التقليدية.
في التحليل الاقتصادي الذي قدمه الفريق خلف، تتجلى الفجوة الهائلة في التكلفة:
تكلفة مسيرة "شاهد": تقدر بحوالي 20,000 دولار أمريكي.
تكلفة صاروخ دفاع جوي مضاد للمسيرات (مثل صواريخ باتريوت أو حزمة اعتراض متقدمة): يمكن أن تصل إلى 400,000 دولار، وقد تتجاوز المليون دولار في بعض الأنظمة المتقدمة.
هذا يعني أن استثمار 20,000 دولار في مسيرة واحدة يمكن أن يجبر الخصم على إنفاق 400,000 دولار لإسقاطها. عند استخدام حزمة من "شاهد"، فإن القوة المهاجمة تحقق تدميراً استراتيجياً واسع النطاق، حيث يمكن لمجموعة صغيرة من المسيرات أن تستهلك ميزانية دفاع جوي كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، مما يمثل استنزافاً مالياً وتكتيكياً مباشراً للقدرة القتالية للعدو. إن القيمة التدميرية التي تحققها هذه المنصات الرخيصة تفوق بكثير قيمة أي صاروخ باليستي تقليدي من حيث كفاءة الإنفاق العسكري.
مواصفات تكتيكية فائقة المرونة
وصف الفريق خلف مسيرة "شاهد" بأنها سلاح مرن للغاية، حيث تم تصميمها لتلبية متطلبات العمليات الحديثة التي تتطلب القدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة والمناورة اللحظية.
المدى والسرعة:
تتميز هذه المسيرات بقدرتها على قطع مسافات تتجاوز 2500 كيلومتر بسرعة ثابتة تبلغ حوالي 185 كم/ساعة. هذا المدى التشغيلي الكبير يسمح بتوجيه ضربات عميقة داخل أراضي العدو دون الحاجة إلى قواعد انطلاق قريبة، مما يقلل من مخاطر الكشف المبكر والرد المضاد.
مرونة التحكم والتوجيه:
السمة الأكثر أهمية، وفقاً لخلف، هي قدرتها على التحكم بها أثناء الطيران. هذه الميزة تمنح المشغل (المركز القيادي) القدرة على:
تغيير الهدف الأصلي (Re-tasking): إذا تغيرت الظروف التكتيكية أو ظهر هدف ذو أولوية أعلى أثناء التحليق، يمكن إعادة توجيه المسيرة إليه فوراً.
إعادة تشكيل قائمة الأهداف (Dynamic Targeting): يمكن تحديث مسار الطيران لتجنب مناطق الدفاع الجوي المكتشفة أو لتنسيق الهجوم مع وحدات أخرى.
هذه المرونة تختلف جذرياً عن الصواريخ التقليدية التي تتبع مسارات محددة مسبقاً بمجرد إطلاقها.
القدرة الحمولة وتأثيرها:
بالرغم من حجمها المتوسط، تحمل مسيرة "شاهد" حمولة فعالة:
الوزن الإجمالي: حوالي 200 كيلوغرام.
الرأس المتفجر: يزن حوالي 50 كغم.
هذه الحمولة، التي قد لا تبدو ضخمة مقارنة بالصواريخ الكبيرة، مثالية لاستهداف الأهداف الحيوية التي لا تتطلب بالضرورة انفجاراً نووياً أو حرارياً هائلاً، مثل:
مراكز القيادة والسيطرة (C2 Nodes).
مصادر الطاقة وشبكات الكهرباء (Energy Infrastructure).
مصانع السلاح والذخيرة، كما شوهد في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
استراتيجية الاستنزاف والإغراق (Saturation Attack)
أكد خلف أن الاستخدام الواسع لـ "شاهد" أثبت عجزاً كبيراً لدى أنظمة الدفاع الجوي، حتى تلك التي تعتبر الأكثر تطوراً وتكلفة. الاستراتيجية الأساسية هنا هي الاستنزاف الكمي.
مفهوم الإغراق:
عندما يتم إطلاق 5 إلى 10 مسيرات في وقت واحد من مركبة إطلاق واحدة، فإن هذا يخلق "سحابة" من التهديدات المتزامنة. يمكن تشبيه هذا التأثير بـ "نصف طن من المواد المتفجرة" يتم توجيهه دفعة واحدة نحو سماء الخصم.
التأثير على الدفاع الجوي:
نظام الدفاع الجوي، مهما كان متطوراً، يمتلك عدداً محدوداً من الصواريخ القابلة للإطلاق في فترة زمنية قصيرة (Rate of Fire). عندما يواجه النظام 10 أهداف تدخل مجاله الجوي في آن واحد، يضطر إلى:
تخصيص صاروخ لكل هدف، مما يستهلك الذخيرة الدفاعية باهظة الثمن.
في حال فشل اعتراض بعضها، فإن الأهداف الناجحة تتجاوز الدفاعات وتصيب الأهداف الاستراتيجية.
واستشهد الفريق بما حدث في عملية "الوعد الصادق 1" ضد الكيان الإسرائيلي، حيث أدى هذا الإغراق المتعمد إلى إضعاف كبير في كثافة وقدرات الدفاعات الجوية، مما سمح بوصول بعض الأهداف الرئيسية التي كانت تشكل أولويات عسكرية. هذه الاستراتيجية تجبر الدفاع الجوي على اللعب وفقاً لقواعد المهاجم: إما الإسراف المالي في كل اعتراض أو قبول الخسائر.
القفزة النوعية: دمج الذكاء الاصطناعي
كان تحذير الفريق خلف الأشد حدة فيما يتعلق بالتطور المستقبلي لهذه التكنولوجيا، وهو دمج المسيرات مع أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI). وصف هذا التطور بأنه "خطير جداً جداً جداً"، لأنه يمثل الانتقال من مجرد سلاح تحكم عن بعد إلى نظام ذكي يتمتع بقدرات شبه مستقلة على اتخاذ القرار.
دقة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي:
الذكاء الاصطناعي يمنح المسيرات دقة متناهية تتجاوز بكثير القدرات البشرية في بيئة معقدة:
تحليل البصمات (Signature Analysis): يمكن للمسيرة المجهزة بمعالجة متقدمة أن تستهدف شخصاً محدداً وسط تجمع كبير (مائة شخص مثلاً) بناءً على تحليل متكامل يشمل:
بصمة الوجه (Face Recognition).
طريقة المشي والحركة (Gait Analysis).
نمط الملابس أو التجهيزات المميزة.
تغذية البيانات الآلية: يتم جمع هذه المعلومات وتحليلها وتغذيتها بشكل آلي ومُحدّث إلى نظام توجيه المسيرة، مما يسمح بتصحيح المسار في أجزاء من الثانية للوصول إلى الهدف بدقة فائقة.
القضاء على هامش الخطأ:
أشار الفريق إلى أن هذه الدقة تلغي هامش الخطأ الكبير الذي تعاني منه الصواريخ الباليستية التقليدية، والتي قد يصل خطأها التوجيهي إلى 30-50 متراً في الظروف القاسية. المسيرات المدمجة بالذكاء الاصطناعي تعمل كـ "قناص جوي" قادر على تنفيذ عمليات اغتيال أو تدمير نقاطية بدقة ملليمترية بعد عملية استطلاع مسلحة (Armed Reconnaissance). وقد شوهد استخدام هذا التطور بقوة في ساحات مثل غزة، مما يجعل هذه الأسلحة أدوات قتل دقيقة وفعالة يصعب تلافيها بسهولة عبر إجراءات الدفاع الجوي التقليدية.
عصر "كلاشينكوف المسيرات"
إن المشهد الحالي يوضح أن المسيرات لم تعد مجرد إضافة تكتيكية، بل أصبحت المحور الذي تدور حوله الصراعات. الدليل على ذلك يتجسد في حجم الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث قامت بريطانيا وحدها بإهداء 150,000 مسيرة مختلفة الأحجام بهدف "إعادة التوازن الميداني"، وهو اعتراف صريح بقوة هذا السلاح في تغيير موازين القوى.
ولقد أطلق عليها لقب "كلاشينكوف المسيرات" (The Kalashnikov of Drones) نظراً لتوليفة فريدة تجمع بين:
القيمة المنخفضة جداً للتصنيع والتشغيل.
التأثير الهائل الذي تحدثه في استنزاف القدرات الدفاعية للخصم وتحقيق أهداف استراتيجية.
يتضح من تصريحات الفريق الركن عبدالكريم خلف أن التقنية المسيرة، وخاصة نماذج مثل "شاهد"، لم تعد خياراً في الترسانة العسكرية، بل أصبحت السلاح الرئيسي الذي يحدد مسارات الحروب الحديثة ونتائجها، مرجحة كفة القوة الاقتصادية والتكتيكية المرنة على الاستثمار في أنظمة الدفاع الباهظة والثابتة.
فضيحة جنسية في السجون الاسرائيلية تعود للواجهة
يُعد معسكر سديه تيمان واحدًا من أكثر المواقع التي أثارت الجدل داخل الكيان الإسرائيلي، بعدما كشفت شهادات جنود الاحتلال العاملين فيه عن ارتكاب جميع أنواع التعذيب الوحشي ضد المدنيين الفلسطينيين الذين أُسروا بعد السابع من أكتوبر، ومعظمهم ليسوا منتمين لحركة حماس بل من المدنيين الأبرياء.
في مايو الماضي، أُثير الحديث مجددًا حول هذا المعسكر بعد تسريب صور إلى الإعلام العبري تُظهر حجم الانتهاكات بداخله، ما أدى إلى استقالة المدعية العسكرية العامة للاحتلال التي اتُّهمت بأنها سمحت بتسريب تلك المواد للإعلام. وزير الحرب الإسرائيلي وصف الأمر بأنه "خيانة للأمانة"، فيما قالت مصادر عبرية إن حالة من الانقسام سادت داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ليس رفضًا للتعذيب، بل بسبب "تشويه صورة إسرائيل أمام العالم".
وبحسب روايات جنود الاحتلال أنفسهم، فإن ما يجري داخل المعسكر ليس حوادث فردية، بل نهج ممنهج يُمارس داخل النظام العسكري الإسرائيلي بحق المعتقلين، سواء الفلسطينيين أو حتى الأجانب.
هذا وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، الاثنين، توقيف المدعية العامة العسكرية السابقة للجيش، يفعات تومر-يروشالمي، التي كانت قد اختفت لساعات، ما أثار قلقًا بشأن احتمال انتحارها.
يقع معتقل سديه تيمان في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، وكان في بدايته قاعدة عسكرية قبل أن يتحول إلى مركز اعتقال يُحتجز فيه من يسميهم الاحتلال "مقاتلين غير شرعيين". وتشير شهادات الأسرى إلى أن كل غرفة في المعسكر تضم ما لا يقل عن 100 أسير فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية قاسية للغاية.
واختلفت الروايات حول سبب تسمية "سديه تيمان"، فهناك من يرى أنها تعود إلى عملية "بساط الريح" في خمسينيات القرن الماضي، حين تم نقل يهود اليمن إلى فلسطين، فيما تشير روايات أخرى إلى أن الاسم مشتق من اللغة العبرية ويعني "الجنوبي"، في إشارة إلى موقعه الجغرافي.
بعد عملية طوفان الأقصى، تسلّط الضوء الدولي على هذا المعتقل بشكل أوسع، إذ نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً استند إلى شهادات أسرى فلسطينيين، ذكر أحدهم أن زميلًا له قُتل بعد تمزيق طحاله وكسر عظامه نتيجة التعذيب المبرح على يد جنود الاحتلال. وتحدث التقرير كذلك عن اعتداءات جسدية وجنسية واسعة داخل المعسكر، في مشهد وصفته الصحافة الغربية بأنه "فضيحة إنسانية مدوية".
ويقول جنود الاحتلال إن خروج الأسير الفلسطيني حيًا من سديه تيمان يُعد مفاجأة، فيما أصبح الموت داخل المعتقل أمراً متكرراً. ورغم مطالبات المنظمات الحقوقية بإغلاق المعسكر، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية ذلك.
في المحصلة، يؤكد الفريق من المراقبين أن "سديه تيمان" ليس استثناءً، بل هو انعكاس لنهج التعذيب والإجرام الإسرائيلي الذي يُمارس منذ عقود بحق الفلسطينيين، وأن الرواية التي تدّعي وجود فرق بين متطرف وغير متطرف داخل المنظومة الإسرائيلية هي خرافة سياسية، إذ يجمعهم هدف واحد: الاحتلال وممارسة القمع بأبشع صوره.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..