في حفل حضره، رئيس منظمة الطيران المدني حسين بورفرزانة، ونائب وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة العميد أفشين خواجه فرد، ومحافظ أصفهان مهدي جمالي نجاد، ومجموعة من المسؤولين العسكريين والمدنيين، انطلقت الرحلات التجريبية لطائرة "سيمرغ" محلية الصنع بهدف استيفاء المتطلبات واللوائح المتعلقة بالحصول على شهادة تأهيل الطيران من منظمة الطيران المدني.
وفي معرض إشارته إلى المكانة العلمية والتقنية لإيران في صناعة الطيران، قال بورفرزانة: "إن عدد الدول القادرة على تصميم وإنتاج الطائرات أقل من 20 دولة في العالم، والجمهورية الإسلامية الإيرانية من بين هذه الدول التي حققت المعرفة التقنية في تصميم وتصنيع طائرات النقل بالاعتماد على قدراتها المحلية ونخبها الشابة".
خلفية المشروع وتطويره
صممت شركة صناعات الطائرات الإيرانية (هسا) طائرة "سيمرغ" بإشراف منظمة صناعات الفضاء والطيران التابعة لوزارة الدفاع. وتعتمد المنصة الرئيسية لهذه الطائرة على طائرة إيران-140، وهي نسخة من طائرة I-140 الأوكرانية.
وكان قد تم الكشف رسميًا عن طائرة سيمرغ لأول مرة في 19 مايو 1401.
الميزات التقنية والاستخدامات
وفقا للتقارير، تتميز الطائرة بباب خلفي منحدر (للتحميل السريع)، مما يميزها عن النسخة الأساسية من طائرة إيران-140.
تتنوع قدرات التحميل: من المركبات الخفيفة إلى نقل الأفراد والبضائع والجرحى.
يبلغ مدى طيرانها حوالي 3900 كيلومتر، وسرعتها القصوى 533 كم/ساعة.
تبلغ تكلفة إنتاج طائرة سيمرغ حوالي 50-60% من تكلفة النماذج الأجنبية المماثلة، مما يُعدّ نقطة قوة من منظور اقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تحتوي الطائرة على محركين بقوة 2500 حصان، ويمكن أن يصل أقصى وزن للإقلاع إلى 21.5 طن. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع سيمرغ حمل 6000 كغم من البضائع.
الوضع الحالي ومراحل الاختبار
دخلت الطائرة، بموافقة منظمة الطيران المدني، مرحلة الطيران التجريبي لاستيفاء متطلبات تأهيل الطيران، ومن المقرر أن تُجري حوالي 100 ساعة طيران تجريبي.
بعد إتمام هذه المرحلة وحصولها على شهادة STC، ستُضاف طائرة سيمرغ إلى أسطول النقل الجوي للبلاد كطائرة نقل.
عُرض نموذج أولي للطائرة في معرض إيران الدولي للفضاء (Airshow) في جزيرة كيش.
ووفقًا للتقارير المنشورة، سيستمر مشروع الطيران التجريبي بالكامل حتى العام المقبل (1405).
إيران ضمن الدول الـ 20 في صناعة الطائرات في العالم الأهمية والنتائج
إن بناء طائرة، وخاصة محلية الصنع، ليس مجرد إنجاز تكنولوجي لأي دولة، بل هو أيضا "مزيج من القوة الصناعية والاقتصادية والعسكرية والرمزية". ويمكن تفسير أهمية ذلك بعدة طرق:
الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاستراتيجي
في عالم اليوم، تُعدّ الطائرة من أكثر المنتجات الصناعية تعقيدا؛ إذ تتكون من آلاف الأجزاء التي يجب تنسيقها بدقة هندسية عالية. إن الدولة التي تستطيع بناء مثل هذا النظام تُثبت بالفعل ما يلي:
-أنها تُتقن معارف أساسية مثل الديناميكا الهوائية، وعلم المعادن، والمواد المركبة، والإلكترونيات.
-أنها لا تعتمد على دول أخرى في توريد الأجزاء الأساسية.
- أنها قادرة على تلبية احتياجاتها في مجال النقل أو المجال العسكري دون الاعتماد عليها في أوقات العقوبات أو الأزمات.
تطوير التكنولوجيا ونقل المعرفة
يُعدّ تصنيع الطائرات أحد أهم محركات النمو التكنولوجي في البلاد. ولإنتاجه، يجب أن تتعاون مختلف التخصصات:
-هندسة المواد وعلم المعادن لبناء هياكل خفيفة الوزن ومتينة
-الإلكترونيات والاتصالات لأنظمة الملاحة والطيران
-البرمجيات والذكاء الاصطناعي للتحكم في الطيران
-التصميم الصناعي وبيئة العمل للمقصورة والاستخدام البشري
ولهذا السبب، غالبا ما تُحدث مشاريع الفضاء الجوي "قفزات تكنولوجية في قطاعات أخرى" أيضا، من صناعة السيارات إلى الطاقة والدفاع.

الأثر الاقتصادي وخلق فرص العمل
يُفعّل تطوير الطائرات سلسلة من الصناعات: إنتاج المكونات، والتجميع، والإصلاح، وتدريب الطيارين والفنيين.
يمكن لكل طائرة مُنتَجة أن تُوفّر مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
على المدى الطويل، إذا ما تمّ التصدير أيضًا، يُمكن أن تُصبح هذه الصناعة مصدرًا للعملات الأجنبية وقوة اقتصادية (مثال واضح: إيرباص في أوروبا أو إمبراير في البرازيل).
الاستخدام العسكري والدفاعي
على المستوى العسكري، يُتيح تصنيع الطائرات للبلاد ما يلي:
-أفضل فرصة لبيع السيارات | فوري ومريح، دون إعلانات!
- إنتاج طائرات استطلاع أو نقل أو قتالية خاصة بها دون الاعتماد على أي جهة خارجية.
- في ظلّ العقوبات، لن يُضطرّ أسطولها الجوي إلى التوقف عن العمل.
- القدرة على الاستجابة السريعة للأزمات الداخلية والحدودية.
قوة رمزية ومكانة دولية
إن القدرة على تصنيع الطائرات في العالم دليلٌ على النضج الصناعي والعلمي للدولة. عمليًا، تمتلك أقل من 20 دولة حول العالم القدرة على إنتاج طائرة كاملة (من التصميم إلى الطيران). لذا، فإن نجاح برنامج في هذا المجال يعزز المكانة العلمية والسياسية للدولة، ويُعتبر نوعًا من "القوة الناعمة".
الاستخدامات المدنية والإنسانية
يمكن استخدام الطائرات المحلية في حالات مثل الإغاثة، ونقل المرضى، وإطفاء الحرائق، وتوصيل الغذاء والدواء إلى المناطق النائية، مما يؤدي دورا حيويا في إدارة الأزمات الوطنية.