طهران لن توقف برنامجها الصاروخي ولن توقف تخصيب اليورانيوم، وما لم يُنتزع بالقوة لا يمكن التنازل عنه عبر السياسة. موقف رسمي صريح وصارم أعلنته طهران عبر وزير خارجيتها، عباس عراقجي، الذي شدد على أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات، محذراً من عواقب وخيمة لأي عمل عدواني قد يقدم عليه الكيان الإسرائيلي.
أما بخصوص البرنامج النووي الإيراني، فقال عراقجي إن طهران مستعدة للتفاوض بشأن سلمية برنامجها النووي لتبديد المخاوف الدولية، لكنها لن تقبل بأي شروط تعجيزية، مؤكداً أن اليورانيوم المخصب لا يزال تحت أنقاض المنشآت النووية التي قصفت، ولن يُنقل إلى مكان آخر.
وقال الخبير في الشؤون الايرانية، سمير شوهاني:"الموقف الإيراني واضح؛ وهو القبول بأي مفاوضات نووية بشرط أن تحفظ هذه المفاوضات حقوق ايران المشروعة ومنها تخصيب اليورانيوم. ربما يكون هناك وجهات النظر فيما يتعلق بنسبة تخصيب اليورانيوم، لكن أصل التخصيب ثابت".
من جهة أخرى، اعترف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأن عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة أثبتت عدم وجود برنامج للأسلحة النووية في إيران، موضحاً أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تضررت بالكامل، ومنوها بأن استئناف التعاون بين طهران والوكالة ممكن.
أما بخصوص الاتفاق بين طهران والوكالة برعاية القاهرة، والذي توقف بعد تفعيل آلية "الزناد" من قبل الترويکا الأوروبية، فتسعی القاهرة لاستئنافه، حسبما كشفت وزارة الخارجية المصرية، عن اتصال هاتفي بين وزير خارجيتها، بدر عبد العاطي، ومدير الوكالة، رافائيل غروسي، شارك فيه أيضاً وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حيث تناولوا إطار البرنامج النووي الإيراني. طهران بدورها أعلنت عن اتصال هاتفي بين عراقجي وعبد العاطي تناول التطورات الراهنة في البرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى، ما يظهر سعي القاهرة للعب دور محوري في هذا الشأن.
وظهر موقف دولي آخر داعم لطهران، حيث أكدت موسكو دعمها الكامل لإيران ورفضها الانصياع لآلية الزناد والحظر الأممي، مما يعكس مواقف دولية داعمة لطهران.
طهران تحذر من أي اعتداء يمس سيادة أراضيها، ولن تتراجع عن أي مفاوضات لا تضمن حقوقها المشروعة، والوقت كفيل بإظهار مآلات الأمور.