"لا نؤمن بسلطة الكفار ولا نشارك في مؤسستها" هذه كلمات أغنية حريدية رقص عليها الحريديم في مظاهراتهم ضد تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.
الأعداد التي شاركت في التظاهرات رسمت صورة سوداوية لمستقبل الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي دفع ببعض الكتاب الإسرائيليين وعلى رأسهم أرييه شابيط إلى القول بأن الكيان سينهار من الدخل إن لم يتم تجنيد الحريديم.. فالتظاهرات المليونية رفعت شعار "نموت ولا نتجند."
ولفت مدير مركز مسار للدراسات نهاد أبوغوش في حديث لقناة العالم إن: "النمو المطرد عاماً بعد آخر في نسبة الحريديم أو المتدينين المتزمتين قياساً بعدد السكان يؤثر تأثيراً قاطعاً وحاسماً على مستقبل إسرائيل، أولاً هؤلاء لا ينتجون.. لا يشتغلون بالاقتصاد إلا بقطعات محدودة جداً جداً.. وبالتالي هم عبق على الاقتصاد، ثانياً لا يخدمون بالجيش، وبالتالي هم عبىء على ما يسمى توزيع العبء بعدالة على المجتمع.. أي أنهم يتلقون مساعدات.. يحظون بامتيازات.. يقترعون.. يحددون مصير الدولة.. لكن لا يقومون بما عليهم من واجبات."
السؤال الأبرز اليوم في تل أبيب هل ستنهار حكومة اليمين بسبب عدم إقرار قانون يمنع تجنيد الحريديم؟.. الإجابة تبدو صعبة، فإن أقر القانون سيثير غضب ملايين الإسرائيلين، وإن لم يقر سيغادر الحريديم الحكومة، وستسقط ليرثها التيار اليميني لكلاسكي برئاسة نفتالي بينيت، لكن نتنياهو دائماً يراهن على قدراته في التعامل مع الحريديم، بالوصول إلى تسويات ترضيهم، وأيضا لا تصتدم مع المتناقضين معهم.
وأشار مدير معهد الدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض أن: "هذه المشكلة سيتم ترحيلها إلى المستقبل.. ليست هناك حلول نهاية، وليس هناك أيضا حل نهائي سحري لهذه المشكلة.. إسرائيل أقيمت على أساس علماني ولكن الدين بالنسبة لهم يشكل ذخيرة.. ولذلك العلمانيين مهما كانوا علمانيين لا يمكن لهم أن يسيطروا أو يقضوا على الظاهرة الدينية باعتبارهم تعطيهم شرعية؟"
الاعتقاد بأن الحريديم سيرجعون خطوة إلى الوراء هو اعتقاد خاطئ.. فأصحاب القبعات السوداء يملكون مفاتيح السياسة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وبنيامين نتنياهو يحاول أن يهادنهم، لكن الانفجار من جهتهم أو من جهة مناقضيهم قادم لا محاله.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..