الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد مجددا نيجريا بشن حرب عليها واستخدام ما اسماه القوة العسكرية ضد نيجيريا متهماً حكومتها بالتقاعس عن وقف ما وصفه بـالقتل الممنهج للمسيحيين حسب ادعاءه. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشيال' أن واشنطن قد توقف فوراً جميع المساعدات والمعونات عن أبوجا، وأنه وجّه وزارة الحرب الأميركية للاستعداد لأي تحرك عسكري محتمل.
ورغم الطابع الإنساني الذي حاول ترامب إضفاؤه على خطابه إلا أن المراقبين يرون أن الأزمة تستغل لتوسيع النفوذ الأميركي في واحدة من أغنى دول أفريقيا بالنفط والغاز حيث تمثل نيجيريا محوراً مهماً في تنافس القوى الكبرى على موارد الطاقة في القارة.
ويشير محللون إلى أن واشنطن تتابع باهتمام تصاعد الاستثمارات الصينية والروسية في حقول النفط النيجيرية، ما يجعل التصعيد الأميركي أداة لإعادة فرض الحضور الأميركي في المنطقة تحت غطاء الدفاع عن الأقليات.
التهديدات الأخيرة تعيد إلى الأذهان مواقف مشابهة أطلقها ترامب تجاه فنزويلا حيث يهدد باجتياح عسكري ضد كاراكاس تحت ذريعة ما اسماه هذه المرة محاربة المخدرات فيما يعتقد المحللين ان الهدف الفعلي هو السيطرة على احتياطات النفط الضخمة هناك.
السياسة الامريكية هذه تتقاطع مع تحركات واشنطن في أوكرانيا التي تملك أحد أكبر احتياطات المعادن النادرة في أوروبا، وهو ما يعزز قراءة تقول إن التحركات الأميركية في العالم تبنى على اعتبارات اقتصادية واستراتيجية تتعلق بالثروات الطبيعية أكثر مما هي إنسانية أو حقوقية.
وبينما يروج ترامب لنفسه باعتباره الرئيس الذي أوقف عدداً من الحروب، فإن خطابه المليء بالتهديدات يكشف تناقضاً واضحاً بين الشعارات والممارسات. فتصعيده ضد نيجيريا وتهديداته المستمرة لفنزويلا، وتحركاته في مناطق الصراع، تندرج جميعها في إطار استراتيجية أميركية تهدف إلى إحكام السيطرة على مصادر الطاقة والمعادن في العالم عبر استخدام القوة العسكرية والضغوط السياسية تحت عناوين إنسانية ودعائية.
التفاصيل في الفيديو المرفق..